بنا حتى نقاتل هؤلاء القوم فنقتل كراماً ، فوالله ما أنا بآئس إن أنتم صدقتموهم القتال أن تنصروا عليهم . . . قال : فقام واغتسل وأفرغ عليه ثيابه وتحنط . . . قال : وإنما خرجت أطلب بدماء أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وقد والله أشفيت نفسي من أعدائهم وممن شارك في دمائهم ، ولست أبالي بعد هذا كيف أتاني الموت . . . ثم أمر بباب القصر ففتح وخرج معه نفر من أصحابه فلم يزل يقاتل ويقاتلون معه حتى قتلوا بأجمعهم ، وبقي المختار وحده فجعل يقاتل والسهام تأخذه ، فصاح مصعب بن الزبير بأصحابه أن أحدقوا به فقد قتلت أنصاره . قال : فأحاطت به الخيل من كل جانب فجعل يكر عليهم ويكرون عليه ، حتى بلغوا به إلى الموضع الذي فيه حوانيت الزياتين اليوم ، فأحاطوا به هنالك وألجؤوه إلى جدار هناك ، وقصده رجلان من بني حنيفة أخوان يقال لأحدهما طرفة والآخر طراف ابنا عبد الله بن دجاجة الحنفي وضرباه جميعاً بأسيافهما فسقط المختار إلى الأرض ، فنزلا إليه فذبحاه واحتزَّا رأسه ، وأقبلا به إلى مصعب بن الزبير ، قال : فأمر مصعب بقطع يده اليمنى ، فقطعت وسمرت على باب القصر ، ثم أمر برأسه فنصب في رحبة الحدادين . ثم أقبل مصعب وأصحابه حتى أحدقوا بالقصر فجعلوا ينادون لمن في القصر ويقولون أخرجوا ولكم الأمان فقد قتل الله صاحبكم . قال : ففتح القوم باب القصر وخرجوا ، فأخذوا بأجمعهم حتى أتي بهم مصعب بن الزبير ، فقدموا حتى وقفوا بين يديه . . فقال : الحمد لله الذي أمكن منكم يا شيعة الدجال ! قال : فتكلم رجل منهم يقال له بحير بن عبد الله السلمي فقال : لا والله ما نحن بشيعة الدجال ، ولكنا شيعة آل محمد « صلى الله عليه وآله » وما خرجنا بأسيافنا إلا طلباً بدمائهم ، وقد ابتلانا الله بالأسر وابتلاك بالعفو أيها الأمير ،