منه ليونة . فقد كتب له المختار كما في الطبري : 4 / 534 ، أنه أرسل له جيشاً ليحوزوا له البلاد فغدر بهم الملحد في الحرم أي ابن الزبير : ( أما بعد : فإني كنت بعثت إليك جنداً ليذلوا لك الأعداء وليحوزوا لك البلاد ، فساروا إليك حتى إذا أظلوا على طيبة لقيهم جند الملحد فخدعوهم بالله وغروهم بعهد الله ، فلما اطمأنوا إليهم ووثقوا بذلك منهم وثبوا عليهم فقتلوهم ، فإن رأيت أن أبعث إلى أهل المدينة من قبلي جيشاً كثيفاً ، وتبعث إليهم من قبلك رسلاً حتى يعلم أهل المدينة أني في طاعتك ، وإنما بعثت الجند إليهم عن أمرك فافعل ، فإنك ستجدهم بحقكم أعرف وبكم أهل البيت أرأف منهم بآل الزبير الظلمة الملحدين والسلام عليك . فكتب إليه ابن الحنفية : أما بعد فإن كتابك لما بلغني قرأته وفهمت تعظيمك لحقي وما تنوى به من سروري ، وإن أحب الأمور كلها إليَّ ما أطيع الله فيه فأطع الله ما استطعت فيما أعلنت وأسررت ، واعلم أني لو أردت القتال لوجدت الناس إليَّ سراعاً والأعوان لي كثيراً ، ولكني أعتزلهم وأصبر حتى يحكم الله لي وهو خير الحاكمين . . . وقال له قل للمختار : فليتق الله وليكفف عن الدماء . . . فلما قدم كتابه على المختار أظهر للناس أني قد أمرت بأمر يجمع البر واليسر ) . انتهى . وفي نفس الوقت أطمع المختار ابن الزبير فيه ، فكتب له إنه على طاعته وبيعته له في مكة ، فطلب منه ابن الزبير أن يقاتل جيش الشام الذي أرسله عبد الملك ووصل إلى وادي القرى ( تيماء ) فأرسل إليه المختار جيشاً من ألف مقاتل فطلب منهم قائد ابن الزبير أن يقاتلوا جيش الشام فتباطؤوا وأرادوا الاتجاه إلى المدينة ، فمكر بهم جيش بن الزبير وقتل قسماً وفرَّ البقية !