وكتب المختار إلى الأحنف بن قيس : من المختار إلى الأحنف ومن قبله ، فسلم أنتم ، أما بعد ، فويل أم ربيعة من مضر ( أي تميم التي يرأسها الأحنف ) فإن الأحنف موردٌ قومه سقر ، حيث لا يستطيع لهم الصدر ، وإني لا أملك ما خُطَّ في القدر ، وقد بلغني أنكم تسمونني كذاباً ، وقد كُذِّب الأنبياء من قبلي . . ) . انتهى . أقول : كان الشيعة بالمعنى الخاص في البصرة قليلين ، وبعد هلاك يزيد أظهر الناس النقمة على بني أمية لقتل الحسين « عليه السلام » فخاف حاكم البصرة عبيد الله بن زياد وهرب ! قال في الطبقات : 5 / 25 : ( وخرج عبيد الله بن زياد عن البصرة واختلف الناس بينهم ، وتداعت القبائل والعشائر وأجمعوا أمرهم ، فولوا عبد الله بن الحارث بن نوفل صلاتهم وفيأهم ( من بني عبد مناف القريبين من بني هاشم ) وكتبوا بذلك إلى عبد الله بن الزبير إنا قد رضينا به ، فأقره عبد الله بن الزبير على البصرة ، وصعد عبد الله بن الحارث بن نوفل المنبر ، فلم يزل يبايع الناس لعبد الله بن الزبير حتى نعس ، فجعل يبايعهم وهو نائم ماداً يده ! فقال سحيم بن وثيل اليربوعي : بايعت أيقاظاً وأوفيتُ بيعتي وبَبَّةُ قد بايعته وهو نائمُ ! فلم يزل عبد الله بن الحارث عاملاً لعبد الله بن الزبير على البصرة سنة ، ثم عزله واستعمل الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ( الملقب قُباع ) ، وخرج عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى عمان فمات بها ) . انتهى . ولقبوه بَبَّه ! فشل محاولات المختار العسكرية والسياسية في البصرة والحجاز أقول : كانت الحالة العامة في الناس أنهم لا يقبلون البيعة إلا لقرشي ، إما من بني أمية ، أو بني هاشم ، أو قرشي ولو من بني أسد عبد العزى كابن الزبير . وبما أن المختار ثقفي ، فكان عليه أن يجد قرشياً ليبايع له ، وقد عجز عن إقناع الإمام زين العابدين « عليه السلام » ، كما عجز عن إقناع محمد بن الحنفية وإن رأى