الكوفة ، والمختار محبوس فأقام حتى خرج المختار من السجن فبايعه المثنى سراً ، وقال له المختار : إلحق ببلدك البصرة فارْعَ الناس وأسِرَّ أمرك ، فقدم البصرة فدعا فأجابه رجال من قومه وغيرهم ، فلما أخرج المختار ابن مطيع من الكوفة ومنع عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام من الكوفة ، خرج المثنى بن مخربة فاتخذ مسجداً ، واجتمع إليه قومه ودعا إلى المختار ، ثم أتى مدينة الرزق فعسكر عندها ، وجمعوا الطعام في المدينة ونحروا الجزر ، فوجه إليهم القُبَاعُ ( لقب المخزومي والي البصرة ) عَبَّادَ بن حصين وهو على شرطته ، وقيس بن الهيثم في الشرط والمقاتلة . . . وأقبل أصحاب المثنى فواقفوهم . . . فقتل أربعون رجلاً من أصحاب المثنى ، وقتل رجل من أصحاب عباد . . . وسمع المثنى وأصحابه التكبير من ورائهم فانهزموا ! وأمر عباد وقيس بن الهيثم الناس بالكف عن اتباعهم . . . فأرسل القباع الأحنف بن قيس وعمر بن عبد الرحمن المخزومي ليصلحا أمر الناس ، فأتيا عبد القيس فقال الأحنف لبكر والأزد وللعامة : ألستم على بيعة ابن الزبير ؟ قالوا : بلى ، ولكنا لا نُسَلِّم إخواننا ! قال فمروهم فليخرجوا إلى أي بلاد أحبوا ، ولا يفسدوا هذا المصر على أهله ، وهم آمنون فليخرجوا حيث شاؤوا . . . وشخص المثنى إلى المختار بالكوفة في نفر يسير من أصحابه . . . وأخبر المثنى المختار حين قدم عليه بما كان من أمر مالك بن مسمع وزياد بن عمرو ومسيرهما إليه وذبهما عنه حتى شخص عن البصرة ، فطمع المختار فيهما فكتب إليهما : أما بعد فاسمعا وأطيعا أوتكما من الدنيا ما شئتما وأضمن لكما الجنة ! فقال مالك لزياد : يا أبا المغيرة قد أكثر لنا أبو إسحاق ، أعطانا الدنيا والآخرة ! فقال زياد مازحاً لمالك : يا أبا غسان أما أنا فلا أقاتل نسيئة ، من أعطانا الدراهم قاتلنا معه !