فعاليات المختار الواسعة في مدة حكمه القصيرة ! قال ابن نما في ذوب النضار / 144 ، إن ولاية المختار كانت ثمانية عشر شهراً أولها لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ست وستين ، وآخرها النصف من شهر رمضان من سنة سبع وستين ، وعمره سبع وستون سنة ) . انتهى . وفي هذه السنة والنصف كانت فعاليات المختار بقدر سنوات طويلة ! فقد انتصر على الحكومة الأموية في الكوفة مرتين ، حيث سيطر عليها في أول ثورته وعين الولاة في المناطق التي كانت تُحكم من الكوفة ، وهي بقية العراق وقسم من إيران وتركيا وأرمينيا . ثم انتصر ثانية عندما جمَّع قتلة الحسين « عليه السلام » قواتهم وثاروا عليه ، فأسرع قائده ابن الأشتر بالعودة وتصدى لهم مع المختار ، واكتسح قواتهم ، وقتل عدداً من قتلة الحسين « عليه السلام » ، وشرد الباقين إلى البصرة وغيرها . ثم خاض جيشه بقيادة ابن الأشتر أكبر معركة له مع الأمويين ، فدمر جيشهم الكبير وقتل قائده ابن زياد ، قاتل الحسين « عليه السلام » ووالي العراق السابق . كما أرسل أموالاً إلى أهل البيت « عليهم السلام » وأربعة آلاف جندي حمايةً لابن الحنفية وبني هاشم في مكة ، حيث حبسهم ابن الزبير وهددهم بأن يبايعوه أو يحرق عليهم الدار ، فوصلت قوات المختار قبل انتهاء مهلة ابن الزبير بيومين ! ثم تحرك أنصار المختار في البصرة بقيادة المثنى بن مخربة العبدي ، لكن ثورتهم كانت ضعيفة ففشلت ، قال الطبري في تاريخه : 4 / 536 : ( وفي هذه السنة دعا المثنى بن مخربة العبدي إلى البيعة للمختار بالبصرة أهلها . . . كان ممن شهد عين الوردة مع سليمان بن صرد ، ثم رجع مع من رجع ممن بقي من التوابين إلى