أهل البيت « عليهم السلام » ، وقد اتهموه بادعاء النبوة والكذب على الله ورسوله « صلى الله عليه وآله » ، ووضعوا هذه التهمة على لسان الإمام زين العابدين « عليه السلام » ! وكذلك ما رواه ابن عساكر : 41 / 377 ، ورواه عامتهم ، ( عن سعيد بن خالد عن المقبري قال : بعث المختار إلى علي بن حسين بمائة ألف ، فكره أن يقبلها وخاف أن يردها فأخذها فاحتبسها عنده ، فلما قتل المختار كتب علي بن الحسين إلى عبد الملك بن مروان أن المختار بعث إلي بمائة ألف درهم فكرهت أن أردها وكرهت أن آخذها ، فهي عندي فابعث من يقبضها ، فكتب إليه عبد الملك : يا ابن عم خذها فقد طيبتها لك ، فقبلها ) . انتهى . وهذه الرواية تدل على أن الإمام « عليه السلام » لم يردّ هدية المختار ولم يقل لرسله : ( أميطوا عن بابي فإني لا أقبل هدايا الكذابين ) كما زعموا وتسرب زعمهم إلى مصادرنا مع الأسف ، فالذي يقف على باب الكعبة ويلعن المختار ، لا يخاف أن يرد هديته ! والذي يخاف من رد هديته ، لا يقف على باب الكعبة ويلعنه ! فالتناقض يدلك على كذب أحد هذين النوعين من رواياتهم أو كليهما ، والصحيح أن الإمام « عليه السلام » لم يلعن المختار ، وأنه قبل هديته مختاراً ، وخشي من الوشاة إلى عبد الملك ، فبعث إليه أن يأخذها .