عن المختار ففعلوا . وهذه الرواية لإرسالها غير قابلة لاعتماد عليها . ثم ناقش السيد الخوئي « قدس سره » رواية أن كل واحد من الأئمة كان مبتلى بكذاب وأن الحسين « عليه السلام » ابتلي بالمختار ! وقال : ولم ينقل ولا بخبر ضعيف كذب من المختار بالنسبة إلى الحسين « عليه السلام » ، وغير بعيد أنَّ المختار الذي كان يكذب على الحسين « عليه السلام » أن يكون رجلاً آخر غير المختار بن أبي عبيدة . ثم نقل السيد الخوئي قول المجلسي عن جعفر بن نما في مدح المختار « رحمه الله » وهو في ذوب النضار / 144 ، وكأنهما تبنياه ، وفيه : ( إعلم أن كثيراً من العلماء لا يحصل لهم التوفيق بفطنة توقفهم على معاني الأخبار . . . ولو تدبروا أقوال الأئمة « عليهم السلام » في مدح المختار لعلموا أنه من السابقين المجاهدين الذين مدحهم الله تعالى جل جلاله في كتابه المبين ، ودعاء زين العابدين « عليه السلام » للمختار دليل واضح وبرهان لائح على أنه عنده من المصطفين الأخيار ، ولو كان على غير الطريقة المشكورة ويعلم أنه مخالف له في اعتقاده لما كان يدعو له دعاء لا يستجاب ويقول فيه قولاً لا يستطاب وكان دعاؤه « عليه السلام » له عبثاً ، والإمام منزه عن ذلك ! وإنما أعداؤه عملوا له مثالب ليباعدوه من قلوب الشيعة كما عمل أعداء أمير المؤمنين « عليه السلام » له مساوئ وهلك بها كثير ممن حاد من محبته ) . وختاماً ، فإن من الأدلة على موقف الأئمة « عليهم السلام » الإيجابي من المختار « رحمه الله » ، ما اختلقه مخالفوهم من ذمه ونسبوه إليهم ، من قبيل ما رواه ابن عساكر في تاريخه : 41 / 393 ، ورواه عامتهم ، عن الإمام الصادق « عليه السلام » أن أباه زين العابدين « عليه السلام » ( قام على باب الكعبة يلعن المختار بن أبي عبيد ! فقال له رجل : يا أبا الحسين لمَ تسُبُّهُ وإنما ذبح فيكم ؟ ! قال : إنه كان كذاباً يكذب على الله وعلى رسوله ) . انتهى . فهذا يدلك على أنهم كانوا موتورين من المختار وأنه « رحمه الله » شهيد الأخذ بثأر