ديوننا وأنفق علينا . قال : وكان محمد بن الحنفية لا يقول فيه خيراً ولا شراً ) . وقال ابن عباس : ( رحم الله المختار كان رجلاً محباً لنا عارفاً بحقنا ، وإنما خرج بسيفه طالباً بدمائنا ، وليس جزاؤه منا أن نسميه كذاباً ) . ( ابن الأعثم : 6 / 291 ، والطبري : 4 / 569 ) . وقال السيد الخوئي « قدس سره » في معجمه : 19 / 102 : ( والأخبار الواردة في حقه على قسمين : مادحة وذامة ، وأما المادحة فهي متظافرة ، وأورد الروايات المتقدمة ، وصحح منها رواية : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين « عليه السلام » . ثم قال : ( وأما الروايات الذامة فهي . . . كان المختار يكذب على علي بن الحسين « عليه السلام » . . . كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين « عليه السلام » وبعث إليه بهدايا من العراق ، فلما وقفوا على باب علي بن الحسين دخل الآذن يستأذن لهم فخرج إليهم رسوله فقال : أميطوا عن بابي فإني لا أقبل هدايا الكذابين ، ولا أقرأ كتبهم فمحوا العنوان وكتبوا المهدى محمد بن علي . . . بعث إليه بأربعين ألف دينار بعدما أظهر الكلام الذي أظهره فردها ولم يقبلها . . . والمختار هو الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب بن الحنفية . . . وهذه الروايات ضعيفة الإسناد جداً على أن الثانية منهما فيها تهافت وتناقض . ولو صحت فهي لا تزيد على الروايات الذامة الواردة في حق زرارة ومحمد بن مسلم ، وبريد وأضرابهم . . . وروى الصدوق مرسلاً أن الحسن « عليه السلام » لما صار في مظلم ساباط ضربه أحدهم بخنجر مسموم فعمل فيه الخنجر فأمر « عليه السلام » أن يعدل به إلى بطن جريحي وعليها عم المختار بن أبي عبيدة مسعود بن قيلة فقال المختار لعمه : تعال حتى نأخذ الحسن ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق ، فنظر بذلك الشيعة من قول المختار لعمه ، فهموا بقتل المختار فتلطف عمه لمسألة الشيعة بالعفو