وقالوا ، والقول والله قولك . قال : وأي شئ يقولون ؟ قال : يقولون كذاب ، ولا تأمرني بشئ إلا قبلته . فقال : سبحان الله أخبرني أبي والله أن مهر أمي كان مما بعث به المختار ، أوَلم يبن دورنا ، وقتل قاتلنا ، وطلب بدمائنا ؟ فرحمه الله . وأخبرني والله أبي أنه كان ليَسْمَرُ عند فاطمة بنت علي يمهدها الفراش ويثنى لها الوسائد ومنها أصاب الحديث . رحم الله أباك رحم الله أباك ، ما ترك لنا حقاً عند أحد إلا طلبه ، قتل قتلتنا ، وطلب بدمائنا . عن أبي عبد الله « عليه السلام » قال : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين « عليه السلام » . . . عن عمرو بن علي بن الحسين ، أن علي بن الحسين « عليه السلام » لما أتي برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد ، قال : فخر ساجداً وقال الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من أعدائي ، وجزى الله المختار خيراً . . ) . انتهى . أقول : قصده بفاطمة بنت علي أم كلثوم بنت أمير المؤمنين « عليه السلام » وقد عاشت طويلاً ، وكانت عجوزاً تحدث عن النبي « صلى الله عليه وآله » وعن أبيها أمير المؤمنين « عليه السلام » ، فكان المختار يجلس إليها ويتعلم منها الحديث ، وتقدم من أمالي الطوسي / 636 ، عن الإمام الباقر « عليه السلام » أنها لما رأت حالة ابن أخيها زين العابدين « عليه السلام » من العبادة طلبت من جابر بن عبد الله الأنصاري أن يكلمه لعله يسمع منه ويرفق بنفسه . ومعنى كلام الإمام « عليه السلام » ( ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت . . ) أنها ما ذهبت إلى الماشطة ، ولا فرحت بالخضاب . . ورواه في ذوب النضار / 144 ، عن فاطمة بنت علي قالت : ( ما تحنأت امرأة منا ، ولا أجالت في عينها مرودا ( ما اكتحلت ) ولا امتشطت ، حتى بعث المختار رأس عبيد الله بن زياد ) . وفي الطبقات : 5 / 105 : ( فكان ابن عباس يذكر المختار فيقول : أدرك ثأرنا وقضى