هارباً حتى دخل دار الندوة ويقال : بل تعلق بأستار الكعبة وقال : أنا عائذ الله ! قال عطية : ثم ملنا إلى ابن عباس وابن الحنفية وأصحابهما في دور ، قد جمع لهم الحطب فأحيط بهم حتى بلغ رؤوس الجدر ، لو أن ناراً تقع فيه ما رئي منهم أحد حتى تقوم الساعة ! فأخرناه عن الأبواب وعجل علي بن عبد الله بن عباس وهو يومئذ رجل فأسرع في الحطب يريد الخروج فأدمى ساقيه . . . الخ . ) . وقد فصَّل ابن سعد أحداث مكة يومذاك ، وجاء فيه : ( وحج عامئذ محمد بن الحنفية في الخشبية معه ، وهم أربعة آلاف نزلوا في الشعب الأيسر من منى . . . فكان ابن عباس يذكر المختار فيقول : أدرك ثأرنا وقضى ديوننا وأنفق علينا ، قال : وكان محمد بن الحنفية لا يقول فيه خيراً ولا شراً ) . وذكر ابن سعد أن محمد بن الحنفية أراد السفر إلى الكوفة فاستثقل ذلك المختار ، وأن ابن الزبير عاود الضغط عليه ليبايعه بعد مقتل المختار ، فأقنع عروة بن الزبير أخاه بتركه ، وأن عبد الملك بن مروان بعث إلى ابن الحنفية أن يبايعه ويقاتل معه ابن الزبير ، فرفض . ( الخشبية ) منقبةٌ للمختار حولوها إلى طعن وسخرية ! تفضح مصادر الخلافة القرشية نفسها فتكشف كذب رواة السلطة على المختار « رحمه الله » ! فقد شنَّعوا على أنصاره وسموهم الخشبية ، واتهموهم بأنهم يقولون بنبوة المختار ومهدية ابن الحنفية ، وجعلوا الخشبية مذهباً وفرقة جهمية ( الكشف الحثيث / 153 ) . وطائفة من الرافضة ( أنساب السمعاني : 2 / 368 ) وطائفة من الشيعة ( لب الألباب للسيوطي / 93 ) . وجعلوهم : ( من الجهمية يقولون إن الله تعالى لا يتكلم وإن القرآن مخلوق ) . ( تاج العروس : 1 / 234 ) . وتحيَّر فقهاؤهم في صلاة عبد الله بن عمر مقتدياً بهم في مكة : ( كان ابن عمر