إبراهيم بن الأشتر والمختار يسيطران على الكوفة في نهاية الإرب / 4575 ، وغيره ، أن والي الكوفة ورئيس شرطته أحسوا بحركة المختار فعبؤوا الجنود وأمَّروا عليهم الأمراء ، ثم قال : ( خرج إبراهيم بن الأشتر ليلة الثلاثاء يريد المختار ، وقد بلغه أن الجبابين قد ملئت رجالاً ، وأن إياس بن مضارب في الشرطة قد أحاط بالسوق والقصر ، فأخذ معه من أصحابه نحو مائة دارع ، وقد لبسوا عليهم الأقبية ، فقال له أصحابه : تجنب الطريق فقال : والله لأمُرَّنَّ وسط السوق بجنب القصر ، ولأرعبن عدونا ولأرينهم هوانهم علينا ! فسار على باب الفيل فلقيهم إياس في الشرط مظهرين السلاح فقال : من أنتم ؟ فقال : أنا إبراهيم بن الأشتر . فقال إياس : ما هذا الجمع الذي معك وإلى أين تريد ؟ ولست بتاركك حتى آتي بك الأمير ، فقال إبراهيم : خل سبيلنا ! قال لا أفعل ، وكان مع إياس رجل من همدان يقال له أبو قطن وكان يكرمه ، وكان صديقاً لابن الأشتر ، فقال له ابن الأشتر : أدن مني يا أبا قطن فدنا منه وهو يظن أن إبراهيم يستشفع به عند إياس ، فلما دنا منه أخذ رمحاً كان معه فطعن به إياس في ثغره فصرعه ، وأمر رجلاً من أصحابه فقطع رأسه ، وتفرق أصحاب إياس . . . ففرح المختار بقتل إياس وقال : هذا أول الفتح إن شاء الله . ثم قال لسعيد بن منقذ : قم فأشعل النيران وارفعها ، وسر أنت يا عبد الله بن شداد فناد : يا منصور أمت ، وأنت يا سفيان بن ليلى ، وأنت يا قدامة بن مالك : نادِ يا لثارات الحسين ! ثم لبس سلاحه وكانت الحرب بين أصحابه وبين الذين ندبهم ابن مطيع لحفظ الجبابين في تلك الليلة ، فكان الظفر لأصحاب المختار . . . جمع ابن مطيع أهل الطاعة إليه فبعث شبث بن ربعي في ثلاثة آلاف وراشد بن إياس