ثم ترك المختار ابن الزبير وعاد إلى الكوفة . فقد روى ابن نما في ذوب النضار / 78 ، عن المدائني قال : ( لما قدم على عبد الله بن الزبير لم ير عنده ما يريد . . . فخرج المختار من مكة متوجهاً إلى الكوفة فلقيه هانئ بن أبي حية الوداعي فسأله عن أهلها ، فقال : لو كان لهم رجل يجمعهم على شي واحد لأكل الأرض بهم . فقال المختار : أنا والله أجمعهم على الحق وألقى بهم ركبان الباطل وأقتل بهم كل جبار عنيد إن شاء الله . . . ثم وجه إلى وجوه الشيعة وعرفهم أنه جاء من محمد بن الحنفية للطلب بدماء أهل البيت « عليهم السلام » ، وهذا أمر لكم فيه الشفاء وقتل الأعداء ) . ونحوه في البدء والتاريخ : 6 / 16 . إبراهيم بن الأشتر « رحمه الله » القائد الأساسي في ثورة المختار كان إبراهيم بن مالك الأشتر « رحمه الله » عماد حركة المختار ، فهو فارسٌ شجاعٌ مطاع ، ورئيس قبائل همدان ، بل يصح عدُّه صاحب الثورة الحقيقي لأهمية دوره فيها . وقد روت مصادر الخلافة أن المختار زوَّر له كتاباً من محمد بن الحنفية ، ولكنهم رووا أن عداً من أئمتهم الموثوقين شهدوا بصحة الكتاب ! قال ابن سعد : 5 / 99 ، وابن عساكر : 54 / 342 : ( وكتب المختار كتاباً على لسان محمد بن الحنفية إلى إبراهيم بن الأشتر ، وجاء فاستأذن عليه ، وقيل المختار أمين آل محمد ورسوله ( ص ) ، فأذن له وحياه ورحب به وأجلسه معه على فراشه ، فتكلم المختار وكان مفوهاً ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ( ص ) قال : إنكم أهل بيت قد أكرمكم الله بنصرة آل محمد ، وقد رُكب منهم ما قد علمت وحُرموا ومُنعوا حقهم ، وصاروا إلى ما رأيت ، وقد كتب إليك المهدي كتاباً وهؤلاء الشهود عليه . فقال يزيد بن أنس الأسدي ، وأحمر بن شميط البجلي وعبد الله بن كامل الشاكري ، وأبو عمرة كيسان مولى بجيلة : نشهد أن هذا كتابه