عندهم عقيدة احترام قريش وشعور النقص تجاهها ، فلحق بابن الزبير فلم يعطه ولاية ترضيه ، فرجع إلى الكوفة وقد اشتدت موجة الأخذ بثأر الحسين « عليه السلام » والعترة النبوية ، فرفع شعارها . وقد حاول أن يأخذ الشرعية من الإمام زين العابدين « عليه السلام » فلم يعطه ، وحاول مع محمد بن الحنفية « رحمه الله » فوجد منه ليناً ، فرفع اسمه ، وزوَّر عليه كتاباً إلى إبراهيم بن مالك الأشتر « رحمه الله » ، يطلب منه نصرته ! بايع المختار ابن الزبير وقاتل معه ! حسب روايات الطبري : 4 / 445 ، أمضى المختار أكثر من سنة في الحجاز ، فقد رآه أحدهم في مكة ثم رآه بعد سنة ، ولعله كان في المدينة يحاول إقناع الإمام زين العابدين « عليه السلام » بإرساله إلى العراق أو الإذن له فلم يستطع ، ثم حاول في مكة إقناع محمد بن الحنفية الذي كان حبسه ابن الزبير في سبعة عشر من بني هاشم لامتناعهم عن بيعته ، فرأى منه ليناً ولم يكتب له إذناً ! فذهب إلى ابن الزبير وقال له : ( إني قد جئتك لأبايعك على ألا تقضي الأمور دوني وعلى أن أكون في أول من تأذن له ، وإذا ظهرت استعنت بي على أفضل عملك ) . فبايعه وقاتل معه جيش الشام مرتين : ( فلما قتل المنذر بن الزبير والمسور بن مخرمة ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري نادى المختار : يا أهل الإسلام إليَّ إليَّ أنا ابن أبي عبيد بن مسعود ، وأنا ابن الكرار لا الفرار ، أنا ابن المقدمين غير المحجمين ، إليَّ يا أهل الحفاظ وحماة الأوتار ، فحميَ الناس يومئذ وأبلى وقاتل قتالاً حسناً ، ثم أقام مع ابن الزبير في ذلك الحصار ، حتى كان يوم أحرق البيت فإنه أحرق يوم السبت لثلاث مضين من شهر ربيع الأول سنة 64 ، فقاتل المختار يومئذ في عصابة معه نحو من ثلاثمائة أحسن قتال ) .