والله قاتل ابن مرجانة ، والمنتقم لآل رسول الله ممن ظلمهم ! فصدقه طائفة من الشيعة وقالت طائفة : نخرج إلى محمد بن علي فنسأله فخرجوا إليه فسألوه فقال : ما أحب إلينا ممن طلب بثأرنا وأخذ لنا بحقنا ، وقتل عدونا ، فانصرفوا إلى المختار فبايعوه وعاقدوه ) . انتهى . وذكر الطبري : 4 / 241 ، أن ابن زياد بعد قتل مسلم بن عقيل مبعوث الحسين « عليه السلام » قبض على المختار بن أبي عبيد الثقفي ، واتهمه بأنه ناصر مسلماً « رحمه الله » فضربه وشَتَرَ عينه وحبسه ، فبلغ الخبر أخته صفية زوجة عبد الله بن عمر ، فكتب ابن عمر إلى يزيد فأطلق المختار ، وذلك بعد شهادة الإمام الحسين « عليه السلام » . أقول : تدل هذه النصوص وغيرها على أن طموحات المختار كانت مبكرة ، وأنه كان مهتماً بالجو الشيعي في الكوفة لأنها ثقل العالم الإسلامي بعد الشام . ويفهم من رواية اليعقوبي وغيره أنه أراد نصرة مسلم بن عقيل مبعوث الإمام الحسين « عليه السلام » فحبسه ابن زياد فلم يستطع الذهاب إلى كربلاء ، لكن أصحاب الحسين من نوعيات أرقى من المختار ، وأرقى من محمد بن الحنفية فقد ( عُنِّفَ ابن عباس على تركه الحسين « عليه السلام » فقال : إن أصحاب الحسين لم ينقصوا رجلاً ولم يزيدوا رجلاً ، نعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم . وقال محمد بن الحنفية : وإن أصحابه عندنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم ) . ( مناقب آل أبي طالب : 3 / 211 ، والطبري : 4 / 443 ، وأصدق الأخبار / 32 ) . فالصحيح أن المختار كان يفكر بعد هلاك معاوية بالعمل مع أهل البيت « عليهم السلام » فرأى الأمور تجري ضدهم ، ثم رأى موجة الأخذ بثأر الحسين « عليه السلام » قوية في الكوفة ، ولم يكن الجو ناضجاً ليرفع شعارها ، ولم يكن يفكر بالدعوة إلى نفسه كما فعل ابن الزبير ، فابن الزبير قرشي والمختار ثقفي وثقيف ما زالت