ثم إن هؤلاء النفر الخمسة اجتمعوا في منزل سليمان بن صرد ، وكانوا من خيار أصحاب علي ، ومعهم أناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم . . الخ . ) . انتهى . معركة عين الوردة واصل التوابون مسيرهم نحو الشام حتى وصلوا إلى عين الوردة قرب الرقة ، فالتقوا بجيش ابن زياد وهو ثلاثون ألفاً ، وخاضوا معه معارك شديدة لثلاثة أيام وقيل لسبعة أيام ، فقتل أكثرهم ، ورجع من بقي منهم إلى الكوفة . قال الطبري : 4 / 465 : ( فاقتتلنا اليوم الثالث يوم الجمعة قتالاً شديداً إلى ارتفاع الضحى ، ثم إن أهل الشام كثرونا وتعطفوا علينا من كل جانب ، ورأى سليمان بن صرد ما لقي أصحابه فنزل فنادى : عباد الله من أراد البكور إلى ربه والتوبة من ذنبه والوفاء بعهده فإليَّ ! ثم كسر جفن سيفه ونزل معه ناسٌ كثير فكسروا جفون سيوفهم ومشوا معه ، وانزوت خيلهم حتى اختلطت مع الرجال فقاتلوهم حتى نزلت الرجال تشتد مصلتة بالسيوف وقد كسروا الجفون ، فحمل الفرسان على الخيل ولا يثبتون فقاتلوهم وقتلوا من أهل الشام مقتلة عظيمة ، وجرحوا فيهم فأكثروا الجراح ! فلما رأى الحصين بن نمير صبر القوم وبأسهم بعث الرجال ترميهم بالنبل واكتنفتهم الخيل والرجال ، فقتل سليمان بن صرد « رحمه الله » ، رماه يزيد بن الحصين بسهم فوقع ، ثم وثب ثم وقع ! قال فلما قتل سليمان بن صرد أخذ الراية المسيب بن نجبة وقال لسليمان بن صرد : رحمك الله يا أخي فقد صدقت ووفيت بما عليك وبقي ما علينا ! ثم أخذ الراية فشد بها فقاتل ساعة ، ثم رجع ثم شد بها فقاتل ثم رجع ، ففعل ذلك مراراً يشد ثم يرجع ، ثم قتل ) . انتهى . وفي تاريخ الطبري : 4 / 465 : ( حدثنا هذا الشيخ عن المسيب بن نجبة قال : والله ما