لكن أكثر مصادر الخلافة تجاهلت التوابين أو ذكرتهم باقتضاب مع أن فيهم صحابة كباراً ، وفرساناً من قادة الفتوحات ، وزعماء قبائل وقراء ! فتراهم لا يروون عن سليمان بن صرد مثلاً إلا قليلاً ويترجمون له بسطرين ، كما فعل ابن حنبل في العلل : 3 / 231 ، وبخاري في تاريخه الكبير : 4 / 1 ، مع أنه روى عنه الستة ! أو يترجمه بصفحة كالذهبي في سيره : 3 / 394 ، قال : ( سليمان بن صرد ، الأمير أبو مطرف الخزاعي الكوفي الصحابي ، له رواية يسيرة . . . كان ديِّناً عابداً ، خرج في جيش تابوا إلى الله من خذلانهم الحسين الشهيد ، وساروا للطلب بدمه وسُمُّوا جيش التوابين . وكان هو الذي بارز يوم صفين حوشباً ذا ظليم فقتله . حضَّ سليمان على الجهاد وسار في ألوف لحرب عبيد الله بن زياد وقال : إن قتلت فأميركم المسيب بن نجبة . والتقى الجمعان وكان عبيد الله في جيش عظيم فالتحم القتال ثلاثة أيام ، وقتل خلق من الفريقين ، واستحرَّ القتل بالتوابين شيعة الحسين وقتل أمراؤهم الأربعة : سليمان ، والمسيب ، وعبد الله بن سعد ، وعبد الله بن والي ، وذلك بعين الوردة التي تدعى رأس العين سنة خمس وستين ، وتحيز بمن بقي منهم رفاعة بن شداد إلى الكوفة ) . وفي تاريخ بغداد : 1 / 215 : ( وكان اسمه يساراً فلما أسلم سماه رسول الله سليمان وكانت له سن عالية وشرف في قومه . . . وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجية إلى مروان بن الحكم ، وكان سليمان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة ) . قال الطبري : 4 / 426 : ( ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤس الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعي ، وكانت له صحبة مع النبي « صلى الله عليه وآله » ، وإلى المسيب بن نجبة الفزاري ، وكان من أصحاب علي وخيارهم ، وإلى عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي ، وإلى عبد الله بن وال التيمي ، وإلى رفاعة بن شداد البجلي .