بالقضاء ، حين علموا أنه لا ينجيهم من عظيم الذنب إلا الصبر على القتل ! فكيف بكم لو قد دعيتم إلى مثل ما دعي القوم إليه ! إشحذوا السيوف وركبوا الأسنة ، وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ، حتى تُدْعَوْا حين تُدعوا وتُسْتَنْفَرُوا ! ( أي يأتيكم أمري ) ! قال فقام خالد بن سعد بن نفيل فقال : أما أنا فوالله لو أعلم أن قتلي نفسي يخرجني من ذنبي ويرضي عني ربي لقتلتها ، ولكن هذا أمر به قوم كانوا قبلنا ونهينا عنه ، فأشهد الله ومن حضر من المسلمين أن كلما أصبحت أملكه سوى سلاحي الذي أقاتل به عدوي صدقة على المسلمين أقويهم به على قتال القاسطين . وقام أبو المعتمر حنش بن ربيعة الكناني فقال : وأنا أشهدكم على مثل ذلك ، فقال سليمان بن صرد : حسبكم ، من أراد من هذا شيئاً فليأت بماله عبد الله بن وال التيمي تيم بكر بن وائل ، فإذا اجتمع عنده كلما تريدون إخراجه من أموالكم جهزنا به ذوي الخلة والمسكنة من أشياعكم ) . ( الطبري : 4 / 426 ) . فقد اجتهد هذا الشيخ الصحابي « رحمه الله » في تطبيق الآية على نفسه ومن أطاعه ، دون أن يرجع إلى الإمام زين العابدين « عليه السلام » ولا بد أنه كان يعرف أن الإمام « عليه السلام » لا يتبنى حركتهم ولا يعطيها الشرعية ، لا بصفته إماماً من الله تعالى ولا بصفته ولي دم أبيه الحسين « صلى الله عليه وآله » ! فأفتى ابن صرد لنفسه ، كما أنه لم يتحقق من ادعاء المختار أنه أخذ ( الشرعية ) من محمد بن الحنفية « رحمه الله » ! وينبغي أن نذكر هنا أن سليمان بن صرد « رحمه الله » كان تخلَّفَ عن حرب الجمل مع أمير المؤمنين « عليه السلام » وأنه كان والمسيب بن نجبة يطالبان الإمام الحسن « عليه السلام » أن يعلن بطلان عهد الصلح مع معاوية لنقضه الشروط ! ومعناه أنهما كانا يجتهدان مقابل الإمام المعصوم المفترض الطاعة ، فهما شيعيان بالمعنى العام لا الخاص .