أعناقهم لذكره ) ! ( العقد الفريد : 4 / 413 ، وأنساب الأشراف : 4 / 28 ، وأخبار مكة للأزرقي / 104 ) . 2 - ثورة التوابين بنى التوابون حركتهم على اجتهاد خاطئ ! قامت حركة التوابين على محور فكري واحد هو : التوبة بالقتال حتى الموت من ذنبهم في عدم نصرة الإمام الحسين « عليه السلام » ، وكان بعضهم بايع سفيره مسلم بن عقيل « رحمه الله » ، وكتب إلى الإمام الحسين « عليه السلام » طالبين مجيئه إلى الكوفة ! وصاحب الفكرة سليمان بن صُرَد الخزاعي « رحمه الله » ( 93 سنة ) فهو رئيسهم بلا منازع ، وقد سيطرت على ذهنه فكرة التوبة بهذه الطريقة تطبيقاً لقوله تعالى : وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ! ( سورة البقرة : 54 ) . والآية تتحدث عن نبي الله موسى « عليه السلام » لما رجع من الطور ، ووبَّخ قومه لأنهم عبدوا العجل فاعترف عدد منهم بخطئهم وتابوا ، وأنكر آخرون أنهم عبدوا العجل ، فأمر بعض هؤلاء بقتال بعض أولئك ، ولما بدؤوا بالقتال رفع الله عنهم هذا الامتحان . ( تفسير الإمام العسكري « عليه السلام » / 254 ، والتبيان : 1 / 246 ) فهي حكمٌ خاصٌّ ببني إسرائيل ، وتنفيذه تمَّ تحت نظر نبي معصوم « عليه السلام » ، لكن ابن صُرَد « رحمه الله » طبقه على نفسه وعصره وأقنع به جماعته ، فكان يقول : ( ألا لا تهابوا الموت ، فوالله ما هابه امرؤ قط إلا ذل . كونوا كالأولى من بني إسرائيل إذ قال لهم نبيهم : يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ ، فما فعل القوم ؟ جثوا على الركب والله ومدوا الأعناق ورضوا