ذلك تقرباً إلى الله تعالى ، لأنه يعلم أنه كلام شكلي وفيه إنقاذ حياة كثيرين من الصحابة والتابعين من أهل المدينة ، رآهم يقدمون إلى السيف كما رأيت في نص المسعودي لامتناعهم عن هذه البيعة المذلة ، فبيَّن لهم أن الحكم الشرعي يُجيز لهم ذلك ولا حرج على المضطر فيه ! وليفهمهم أن واجب الإمام الحسين « عليه السلام » في رفض بيعة يزيد غير واجبهم ، ولذلك قالت الرواية : ( فلما أن رأى الناس إجابة علي بن الحسين قالوا : هذا ابن رسول الله بايعه على ما يريد ، فبايعوه على ما أراد ) . فأنقذ الإمام « عليه السلام » حياتهم مضافاً إلى من توسط لهم عند مسرف ، ممن أراد قتلهم ، وقبل وساطته فيهم . وقد كان الموقف الشرعي من بيعة الذل الأموية ، مطروحاً عند الصحابة والتابعين ، فقد روى ابن عبد البر في التمهيد : 16 / 354 ، أن جابر بن عبد الله الأنصاري « رحمه الله » كان متحيراً ، ولعله لم يستطع الوصول إلى الإمام « عليه السلام » ، فسأل أم سلمة رحمها الله ؟ ( فقالت : والله إني لأراها بيعة ضلالة ، ولكن قد أمرتُ أخي عبد الله بن أبي أمية أن يأتيه فيبايعه ، كأنها أرادت أن تحقن دمه . قال جابر : فأتيته فبايعته ) . انتهى . ولعل الذين قُتلوا ، لو عرفوا الحكم الشرعي لنَجَوْا ! قال في الإستيعاب : 3 / 1431 : ( قال أبو عمرو : وممن قُتل يوم الحرة صبراً فيما ذكر ابن إسحاق والواقدي ووثيمة وغيرهم : الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وأبو بكر بن عبد الله بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وأبو بكر ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وأبو بكر بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، ويعقوب بن طلحة بن عبيد الله ، وعبد الله بن زيد بن عاصم ، ومعقل بن سنان ، ومحمد بن أبي الجهم وابنا زينب بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله ( ص ) ويزيد بن عبد الله بن زمعة ، كل