قال : من هذا ؟ قالوا : هذا علي بن الحسين ، قال : مرحباً وأهلاً ، ثم أجلسه معه على السرير والطنفسة ثم قال : إن أمير المؤمنين أوصاني بك قبلاً وهو يقول إن هؤلاء الخبثاء شغلوني عنك وعن وصلتك ، ثم قال لعلي : لعل أهلك فزعوا ! قال : إي والله ، فأمر بدابته فأسرجت ثم حمله فرده عليها ) . انتهى . أقول : ما ذكروه من نُبْل الإمام « عليه السلام » وحمايته لعائلة مروان صحيحٌ متواتر ، لكن مروان كما تقدم كان يحرِّض السفاك ابن عقبة على قتل الإمام « عليه السلام » ، وكان ابن عقبة مثله لولا وصية يزيد ! ذلك أن مروان لا يستطيع أن يفي بجميل أو تعهد ، فهو كما قال أمير المؤمنين « عليه السلام » عندما عفا عنه في حرب الجمل فأراد أن يبايعه : ( لا حاجة لي في بيعته ، إنها كف يهودية ، لو بايعني بيده لغدر بسُبَّته ) ! ( أنساب الأشراف / 262 ) . * * هذا وقد تفرد اليعقوبي في تاريخه : 2 / 250 ، برواية قال فيها : ( ثم أخذ الناس على أن يبايعوا على أنهم عبيد يزيد بن معاوية ، فكان الرجل من قريش يؤتى به ، فيقال بايع آية أنك عبد قن ليزيد ، فيقول : لا ، فيضرب عنقه ! فأتاه علي بن الحسين فقال : علامَ يريد يزيد أن أبايعك ؟ قال : على أنك أخ وابن عم . فقال : وإن أردتَ أن أبايعك على أني عبدٌ قنٌّ فعلتُ ! فقال : ما أجَشِّمُكَ هذا ، فلما أن رأى الناس إجابة علي بن الحسين قالوا : هذا ابن رسول الله ، بايعه على ما يريد ، فبايعوه على ما أراد ) . انتهى . وللوهلة الأولى تثير هذه الرواية التعجب ، لأنا نعرف أن الإمام زين العابدين بين جنبيه روح أبيه وجده « عليهم السلام » ، فكيف يعرض على مسرف أن يبايعه على أنه عبدٌ قنٌّ لطاغيته يزيد ، خاصة بعد أن أخبره مسرف أنه يريد منه أن يبايع ليزيد على أنه أخ له وابن عم ؟ ! لكني لا أستبعد أن يكون الإمام « عليه السلام » قال