الممكن أن يرتكب أي حماقة ثم يغفر له يزيد لتاريخه في خدمة بني أمية ! فالصحيح أن خطر إقدامه على قتل الإمام « عليه السلام » كان قائماً حتى مع وصية يزيد ! وقد رووا كيف عامل ابن عثمان وهو ابن خليفة أموي لمجرد أنه وقف على الحياد ! قال الطبري : 4 / 379 : ( أتيَ به يومئذ إلى مسلم بن عقبة فقال : يا أهل الشام تعرفون هذا ؟ قالوا : لا . قال : هذا الخبيث بن الطيب ، هذا عمرو بن عثمان بن عفان أمير المؤمنين . هِي يا عمرو ! إذا ظهر أهل المدينة قلت أنا رجل منكم ، وإن ظهر أهل الشام قلت أنا ابن أمير المؤمنين عثمان بن عفان ! فأمر به فنتفت لحيته ، ثم قال : يا أهل الشام ، إن أم هذا كانت تدخل الجُعَل في فيها وتقول : يا أمير المؤمنين حاجَيْتُك ما في فمي ! وفي فمها ما ساءها وناءها ! فخلى سبيله ، وكانت أمه من دوس ) . انتهى . وقد يكون أراد قتله ، ففي الأخبار الطوال / 265 : ( فنتفت لحيته حتى ما تركت فيها شعرة ! فقام إليه عبد الملك بن مروان فاستوهبه ، فوهبه له ) ! أما صديقه الصحابي معقل بن سنان فقد قتله لأنه سمع منه قبل سنوات ذم يزيد ! قال في تاريخ دمشق : 59 / 364 : ( وكان له مصافياً . . . فقال له مسلم : مرحباً بأبي محمد . . أظنك ظمآناً وأظن هؤلاء قد أتعبوك ! قال : أجل ، قال : شُوبُوا له عسلاً بثلج من العسل الذي حملتموه لنا من حوارين . . . ففعلوا وسقوه فقال : سقاك الله أيها الأمير من شراب الجنة . قال : لا جَرَمَ والله لا تشرب بعدها لا أمَّ لك شراباً ، حتى تشرب من حميم جهنم ! قال : أنشدك الله والرحم . . . وأمر به فقتل ) . ونحوه الحاكم : 3 / 522 . ولعل ابن عقبة كان يرى أن ثورة أهل المدينة من تأثير بني هاشم وكربلاء ، ولذلك : ( كان يقال : لا يريد غير علي بن الحسين ) . ( الإرشاد : 2 / 151 ) .