جربته غير مرة فلم أجد له مثيلاً لطاعته ونصيحته . . . دعا مسلم بن عقبة المري . . . فورد المدينة فأباحها ثلاثاً ثم دعاهم إلى بيعة يزيد إنهم أعبدٌ له قِنٌّ في طاعة الله ومعصيته ) ! ( وفتح الباري : 13 / 60 ، وابن خياط / 182 ، وسير الذهبي : 3 / 323 ، وفيه : ( فقال له النعمان بن بشير : وجِّهني أكْفِكْ . قال : لا . ليس لهم إلا هذا الغَشْمة ) . وتجرَّأ النادر منهم كابن حجر ، فحمَّل جريمة يزيد في الحرة لأبيه معاوية ! قال في فتح الباري : 13 / 60 : ( وأخرج أبو بكر بن أبي خيثمة بسند صحيح إلى جويرية بن أسماء : سمعت أشياخ أهل المدينة يتحدثون أن معاوية لما احتضر دعا يزيد فقال له : إن لك من أهل المدينة يوماً ، فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة ، فإني عرفت نصيحته ! ثم ذكر ابن حجر الوقعة وهزيمة أهل المدينة وقال : ( وبايع مسلم الناس على أنهم خَوَلٌ ليزيد ، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهلهم بما شاء ! ثم نقل قول الطبري : ( فأباحها ثلاثاً ثم دعاهم إلى بيعة يزيد وأنهم أعْبُدٌ له قِنٌّ في طاعة الله ومعصيته ) ! ثم ذكر بيعة ابن عمر ليزيد وندمه ! وأما مسلم بن عقبة فيُغَطُّونَ كونه صحابياً لئلا يقال : صحابيٌّ عادلٌ قتل كثيراً من الصحابة العدول ، وألوفاً من التابعين ! حتى سماه الناس ( مسرف بن عقبة ) ! لكنه عندهم صحابي أدرك النبي « صلى الله عليه وآله » ( تاريخ دمشق : 58 / 102 ، والإصابة : 6 / 232 ) وكان عمره بضعاً وتسعين سنة عندما استباح المدينة ! ( تاريخ دمشق : 58 / 105 ) ومعناه أنه كان في زمن النبي « صلى الله عليه وآله » كهلاً ! لكنهم لم يؤرخوا له في الصحابة تغطيةً عليهم ! وقد رووا أن النبي « صلى الله عليه وآله » قال : ( المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ . وقال : ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ) . ( بخاري : 2 / 221 و : 4 / 69 ) .