معاوية عسكره لاستباحة أهل المدينة ، ضمَّ علي بن الحسين إلى نفسه أربعمائة مُنَافِيَّة يعولهن ، إلى أن انقرض جيش مسلم بن عقبة ، فقالت امرأة منهن : ما عشت والله بين أبوي بمثل ذلك التشريف ) . ( التذكرة الحمدونية / 383 ، والبحار : 46 / 101 ) . لكن ذكر المؤرخون ثلاثة من بني عبد المطلب قُتلوا في وقعة الحرة ، هم الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وأبو بكر بن عبد الله بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وأبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، كما يأتي من الإستيعاب ، ولعلهم لم يكونوا مقاتلين بل هاجم الجنود بيوتهم وأعراضهم ، فدافعوا عنها فقتلوا كما حدث لغيرهم ! وقد توسط عبد الله بن جعفر « رحمه الله » عند يزيد للأنصار فقال له : ( إنما تقتل بهم نفسك ! فقال : أجل ، أقتل بهم نفسي ، وأشفي نفسي ) ! ( تاريخ دمشق : 58 / 105 ) ! ورواه الذهبي في سيره : 3 / 322 ، وذكر أن يزيداً أوصى قائد جيشه بأن ينهب المدينة ثلاثاً ، ولا يتعرض لعلي بن الحسين « عليه السلام » . صحابي بإجماع المسلمين سفاكٌ غَشوم أجمع المسلمون على ذم يزيد لاستباحته مدينة النبي « صلى الله عليه وآله » في وقعة الحرة ، وحتى النواصب الذين يبحثون له عن معاذير في قتله الحسين « عليه السلام » ، ذموه على قتله الصحابة والأنصار والتابعين في وقعة الحرة ! لكنهم غَطَّوْاَ على ( بطلين ) مع يزيد ، هما أبوه الذي أمره بذلك ، وقائد جيشه مسلم بن عقبة المري الغطفاني . مع أنهم رووا أمر معاوية ليزيد بأن يرمي أهل المدينة بابن عقبة وصححوه ! ففي مجمع الزوائد : 7 / 249 : ( لما حضره الموت قال ليزيد بن معاوية : قد وطَّأتُ لك البلاد وفرشتُ لك الناس ، ولستُ أخاف عليكم إلا أهل الحجاز ، فإن رأيك منهم ريب فوجه إليهم مسلم بن عقبة المري فإني قد