responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 320


لكنهم لم يفعلوا ذلك ، بل جعلوا سبب ثورتهم فساد يزيد وفقده الشرعية لأنه فاسقٌ فاجر ، وكأن أباه معاوية كانت له شرعية ولم يكن فاسقاً فاجراً !
قال أميرهم عبد الله بن حنظلة : ( فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء ! إن رجلاً ينكح الأمهات والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي أحدٌ من الناس لأبليت الله فيه بلاء حسناً ) . ( الطبقات : 5 / 47 ) . فمطلبه إذن استبدال يزيد بآخر غير فاسق ، وهذا من بساطته السياسية ، ونقص فقاهته !
ومن أسلوبه الخاطئ « رحمه الله » : أنه طرد بني أمية من المدينة حتى النساء والأطفال فلم يجد مروان أحداً يحفظ له نساءه وأطفاله ! وقد خاف عبد الله بن عمر أن يأخذهم معه إلى مكة ! ( قال : لا آمن أن يدخل على حريمي من أجل مكانكم ! فكلم مروان علي بن الحسين فقال : نعم فضمهم عليٌّ إليه وبعث بهم مع عياله . قال : ثم ارتحل القوم من ذي خشب على أقبح إخراج ) . ( الإمامة والسياسة : 1 / 229 ) .
ومن ذلك : أنه « رحمه الله » خرَّبَ العيون والآبار بين المدينة والشام ليعطش الجيش الأموي الذي يقصد المدينة ، لكن الوقت كان شتاء فلم يحتج الجيش الأموي إلى العيون ! قال الطبري : 4 / 380 : ( بعث أهل المدينة إلى كل ماء بينهم وبين أهل الشام فصبوا فيه زقاً من قطران وعوَّروه ، فأرسل الله عليهم السماء فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة ) ! وابن خياط / 182 ، وتاريخ دمشق : 58 / 104 .
أمام هذه الحركة المخلصة التي تفتقر إلى الفكر والأسلوب وفرصة النجاح ، كان موقف الإمام « عليه السلام » الحياد ، فقالوا إنه ترك المدينة إلى ينبع . ( الطبري : 4 / 372 ) . وستعرف ما يدل على أنه « عليه السلام » كان يومها في المدينة ، لكن خارج داره !
وكان ذلك موقف عامة بني عبد المطلب ( سير الذهبي : 3 / 325 ) . ( لما وجَّه يزيد بن

320

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست