1 - ثورة أهل المدينة ووقعة الحّرَّة أهل المدينة يقررون الثورة والإمام « عليه السلام » يقف على الحياد تقدم أن سبب وقعة الحرة أن الأنصار أرسلوا وفداً ليكشف لهم حال يزيد وما اشتهر عنه من الفسوق والفجور ، فعاد الوفد بتصديق ذلك ، فأجمع الأنصار على خلعه وأمَّروا عليهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة ، وأمَّر المهاجرون عليهم عبد الله بن مطيع العدوي ( فتح الباري : 8 / 499 ) وطردوا والي المدينة وكل بني أمية ، واستعدوا للقتال ! وقد ذكرنا شيئاً من جرائم جيش يزيد الذي استحل المدينة النبوية ، ونسلط الضوء هنا على موقف الإمام « عليه السلام » على الحياد فيها ، فمن الغريب أن الأنصار مع احترامهم الكبير لأهل البيت « عليهم السلام » واستشهاد بعضهم مع الإمام الحسين « عليه السلام » واستنكارهم قتله وإقامتهم العزاء عليه ، واستقبالهم المؤثر للإمام زين العابدين « عليه السلام » والسبايا . . لكنهم لم يستشيروه في خلع يزيد ، ولا جعلوا ثورتهم بسبب قتل الحسين وآل الرسول « عليهم السلام » ، مع أن ابن الزبير الموصوف بعدائه لعلي « عليه السلام » دعا الناس إلى نفسه وأظهر الطلب بدم الحسين « عليه السلام » . ( الأخذ بالثار للسيد الأمين / 10 ) . فكان الأحرى بالأنصار أن ينهضوا ثأراً لأهل بيته « عليهم السلام » لأنه ثأرٌ للنبي « صلى الله عليه وآله » يجب على المسلمين كافة القيام به ، ويجب عليهم خاصة لتحالفهم مع النبي « صلى الله عليه وآله » وبيعتهم له قبل هجرته ، على حمايته مما يحمون منه أنفسهم وحماية أهل بيته وذريته « عليهم السلام » مما يحمون منه ذراريهم ! ( الطبراني الأوسط : 2 / 207 ) .