بن دينار قال : سألت سعيد بن جبير فقلت : يا أبا عبد الله من كان حامل راية النبي « صلى الله عليه وآله » قال : فنظر إليَّ وقال : كأنك رضيُّ البال ! فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقلت : ألا تعجبون من سعيد سألته من كان حامل راية النبي « صلى الله عليه وآله » ؟ ! قالوا : إنك سألته وهو خائف من الحجاج ، وقد لاذ بالبيت ! فسألته فقال : كان يحملها علي بن أبي طالب ، هكذا سمعته من عبد الله بن عباس . وهو حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ) . وروى زميله الزهري أنه جاءه في الحج ، قال : ( حج عمر بن عبد العزيز وأنا معه ، فجاءني سعيد بن جبير ليلاً وهو في خوفه فدخل منزلي فقال هل تخاف عليَّ صاحبك فقلت لا بل إئمن ) . ( علل أحمد : 1 / 186 ، وفي تاريخ بخاري : 1 / 254 ، أنه أتاه في منى ) . ويقوي هذا الاحتمال ما رواه ابن خلكان : 2 / 373 ، والدميري أن سعيداً « رحمه الله » قال يوم أخذوه : ( وَشَى بي واشٍ وأنا في بلد الله الحرام ، أكلُهُ إلى الله ) ! وروى الأزدي في مؤلفه الطريف كتاب المتوارين / 56 ، إعجاب سفيان الثوري بيقين سعيد ، قال : ( سمعت سفيان الثوري : ذكر سعيد بن جبير فقال : ما أعدل به من التابعين أحداً ، ما زال على بصيرة من أمره حتى قتل ! ما أشبِّهُهُ إلا بعَمَّار ) . انتهى . ولعل سعيداً عندما خاطر وذهب إلى الزهري في الليل فلم يساعده ! كشف نفسه للزهري فوشى عليه ! فقد كان الزهري من علماء البلاط ، وكان مرافقاً للأمير عمر بن عبد العزيز ووالي الحجاز القسري ! ثم روى في كتاب المتوارين استنكار الناس إلقاء القبض على سعيد ، قال : ( عن أبي شوذب قال : أعْظَمَ الناسُ أخْذَ سعيد بن جبير بمكة ، وكان القسري أخذه فصعد المنبر وهو في جانب الكعبة فقال : لو أن أمير المؤمنين كتب إليَّ