سعيد في سنوات التشريد والمطاردة قال الطبري : 5 / 260 : ( فلما خلع عبد الرحمن الحجاج كان سعيد فيمن خلعه معه ، فلما هزم عبد الرحمن وهرب إلى بلاد رتبيل هرب سعيد . . . أظن لما هرب من الحجاج ذهب إلى أصبهان فكتب إليه أن سعيداً عندك فخذه ، فجاء الأمر إلى رجل تحرَّجَ ، فأرسل إلى سعيد تحول عني فتنحى عنه ، فأتى آذربيجان فلم يزل بآذربيجان فطال عليه السنون واعتمر ( تقدم به العمر ) . . . فخرج إلى مكة فأقام بها فكان أناس من ضربه يستخفون فلا يخبرون بأسمائهم ( وهم عطاء ومجاهد وعمرو بن دينار ) . . . كتب الحجاج إلى الوليد : إن أهل النفاق والشقاق قد لجؤوا إلى مكة ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فيهم . . . فكتب الوليد ( ابن عبد الملك ) إلى خالد بن عبد الله القسري ، فأخذ عطاء وسعيد بن جبير ومجاهد وطلق بن حبيب وعمرو بن دينار . . . حدثنا يزيد بن أبي زياد مولى بني هاشم قال : دخلت عليه في دار سعيد هذه جئ به مقيداً ، فدخل عليه قراء أهل الكوفة ، قلت : يا أبا عبد الله فحدثكم ؟ قال : إي والله ويضحك وهو يحدثنا وبنية له في حجره . . . فقتله فلم يلبث بعده إلا نحواً من أربعين يوماً ! فكان إذا نام يراه في منامه يأخذ بمجامع ثوبه فيقول يا عدو الله فيمَ قتلتني ؟ فيقول : مالي ولسعيد بن جبير ؟ مالي ولسعيد بن جبير ! ) ! وقال الذهبي في سيره : 4 / 237 : ( طال اختفاؤه ، فإن قيام القراء على الحجاج كان في سنة اثنتين وثمانين ، وما ظفروا بسعيد إلى سنة خمس وتسعين ، السنة التي قلع الله فيها الحجاج ) . انتهى . وقد اختار سعيد أخيراً مكة لأنها لم تكن في سلطان الحجاج ، وكان واليها خالد القسري ، فقد روى الحاكم : 3 / 137 : ( عن مالك