وعملوا بالعدوان فليس ينكرونه . وقال أبو البختري : أيها الناس ، قاتلوهم على دينكم ودنياكم ، فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم ، وليغلبن على دنياكم . وقال الشعبي : يا أهل الإسلام قاتلوهم ولا يأخذكم حرج من قتالهم ، فوالله ما أعلم قوماً على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أجور منهم في الحكم ، فليكن بهم البدار . وقال سعيد بن جبير : قاتلوهم ولا تأثموا من قتالهم بنية ويقين ، على آثامهم قاتلوهم ، وعلى جورهم في الحكم ، وتجبرهم في الدين ، واستذلالهم الضعفاء ، وإماتتهم الصلاة ) . انتهى . وفي تاريخ الطبري : 5 / 157 : ( لما اجتمعوا بالجماجم سمعت عبد الرحمن بن محمد وهو يقول : ألا إن بني مروان يُعَيَّرُونَ بالزرقاء ، والله مالهم نسب أصح منه ، ألا أن بني أبي العاص أعلاج من أهل صفورية ! فإن يكن هذا الأمر في قريش فإني فقأت بيضة قريش ، وإن يك في العرب فأنا ابن الأشعث بن قيس ومد بها صوته يسمع الناس ، وبرزوا للقتال . . . ثم إنهم أخذوا يتزاحفون في كل يوم ويقتتلون ، وأهل العراق تأتيهم موادهم من الكوفة ومن سوادها ، فيما شاؤوا من خصبهم ، وإخوانهم من أهل البصرة وأهل الشام في ضيق شديد قد غلت عليهم الأسعار وقلَّ عندهم الطعام ، وفقدوا اللحم ، وكانوا كأنهم في حصار ، وهم على ذلك يغادون أهل العراق ويراوحونهم ، فيقتتلون أشد القتال . . . فعبأ الحجاج أصحابه ثم زحف في صفوفه ، وخرج ابن محمد في سبعة صفوف بعضها على أثر بعض ، وعبأ الحجاج لكتيبة القراء التي مع جبلة بن زحر ثلاث كتائب ) . انتهى . وذكر بعضهم أن جيش ابن الأشعث كان ستين ألفاً ، وذكر اليعقوبي : 2 / 277 ،