أنه كان عشرة آلاف منتخبين ، ووصف معركته مع الحجاج فقال : ( فنزل دير الجماجم ، وجعلت خيلهما تروح وتغدو للقتال وأهل الكوفة يستعلون على خيل الحجاج ويهزمونهم في كل يوم ، فاشتد على الحجاج ما رأى من ذلك وكتب إلى عبد الملك كتاباً بعث به بأحث سير : أما بعد فيا غوثاه ، ثم يا غوثاه ! فلما قرأ عبد الملك الكتاب كتب إليه : أما بعد فيا لبيك ثم يا لبيك ثم يا لبيك ! ثم وجه بجيش بعد جيش ، وكانت وقائعهم كثيرة شديدة ، أخراهن وقعة مسكن هزمه فيها الحجاج فمضى منهزماً لا يلوي على شئ حتى صار إلى سجستان . . . وكان مع عبد الرحمن جماعة من قراء العراق منهم الحسن البصري ، وعامر بن شراحيل الشعبي ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، وجماعة من هذه الطبقة . . . فكانت هزيمته في سنة 83 ، وجعل الحجاج يتلقط أصحابه ويضرب أعناقهم ، حتى قتل خلقاً كثير وعفا عن جماعة ، منهم الشعبي وإبراهيم ) . انتهى . ونقلوا عن عبد الله بن عمر أنه ندم عند موته لأنه لم يقاتل بني أمية مع أمير المؤمنين « عليه السلام » ، ولم يقاتل الحجاج مع ابن الأشعث والقُرَّاء ، فقد نقل عنه الذهبي في سيره : 3 / 231 : ( ما آسى على شئ إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية . . . لما احتضر ابن عمر قال : ما آسى على شئ من الدنيا إلا على ثلاث : ظمأ الهواجر ومكابدة الليل ، وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا ، يعني الحجاج ) . ( وعن فاطمة بنت علي أنها قالت : ما مات عبد الله بن عمر حتى تاب عن تخلفه عن علي « عليه السلام » ) . ( شرح الأخبار : 2 / 72 ) . وكان سعيد بن جبير « رحمه الله » محترماً حتى عند من خالفه وصانَعَ بني أمية ، قال الذهبي في سيره : 4 / 525 : ( قيل لإبراهيم : قَتَلَ الحجاج سعيد بن جبير ! قال : يرحمه