أما عند أئمة المذاهب الأربعة ، فسعيد إمام وجهبذ العلماء ، وصحاحهم من البخاري وغيره مملوءة من أحاديثه ، وكتبهم الفقهية من فتاواه . وقد وصفوه بالشهيد ، ونقموا على الحجاج لقتله إياه . جَهْبَذُ العلماء قال في تذكرة الحفاظ : 1 / 76 : ( كان يقال لسعيد بن جبير جهبذ العلماء . . . لما أتيَ بسعيد بن جبير إلى الحجاج قال : أنت شقيُّ بن كُسير قال : أنا سعيد بن جبير ، قال : لأقتلنك ، قال : أنا إذن كما سمتني أمي ، وقال : دعوني أصلي ركعتين ، قال : وجِّهوه إلى قبلة النصارى ، قال : فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ . . . قال ميمون بن مهران : مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلا وهو يحتاج إلى علمه . وقال فطر بن خليفة : رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية ) . وفي علل أحمد : 2 / 195 : ( قال إبراهيم : ما ترك بعده مثله ، يعني سعيد بن جبير ) . وفي ثقات العجلي : 1 / 395 : ( ما كان يفتي الناس بالكوفة قبل الجماجم إلا سعيد بن جبير ) . وفي : 2 / 103 : ( وسمع عبد الملك من سعيد بن جبير ، وكان ألثغ ) . وقال الذهبي في سيره : 4 / 321 : ( الإمام الحافظ المقرئ ، المفسر الشهيد . . . روى عن ابن عباس فأكثر وجوَّد . . . فأُدخل عليه فقال ( الحجاج ) : ما اسمك ؟ قال : سعيد بن جبير ، قال : أنت شقي بن كسير . قال : بل أمي كانت أعلم باسمي منك . قال : شقيت أنت وشقيَتْ أمك . قال : الغيب يعلمه غيرك . قال : لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى . قال : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً ! قال : فما قولك في محمد ؟ قال : نبي الرحمة إمام الهدى . قال : فما قولك في علي في الجنة هو أم في النار ؟ قال : لو دخلتها فرأيت أهلها عرفت . قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل . قال : فأيهم أعجب إليك ؟ قال : أرضاهم لخالقه . قال : فأيهم