ج - القاسم بن محمد بن أبي بكر « رحمه الله » كان محمد بن أبي بكر « رحمه الله » حاكم مصر من قبل أمير المؤمنين « عليه السلام » فغزا معاوية وعمرو بن العاص مصر ، وساعدهم أتباع عثمان هناك ، وانتصروا على المصريين وقتلوا أميرهم محمد بن أبي بكر « رحمه الله » وأحرقوا جثته ! ( فلما بلغ ذلك عائشة أم المؤمنين جزعت عليه جزعاً شديداً ، وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج ! وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها ، فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالها ) . رواه الثقفي في الغارات : 1 / 285 ، ثم روى عن أسماء بنت عميس أم محمد بن أبي بكر : ( لما أتاها نعي محمد بن أبي بكر وما صُنع به كظمت حزنها وقامت إلى مسجدها حتى تشخَّبَتْ دماً ) . انتهى . وفي رواية تشخَّب ثدياها دماً ، وقد يفسر ذلك إن صح ، بارتفاع ضغط الجسم من الحزن ! لكن الذي زاد ارتفاع ضغط عائشة أن ضُرَّتها رملة بنت أبي سفيان ، المعروفة بأم حبيبة أم المؤمنين ، عبَّرت لها بطريقتها عن فرحتها بقتل أخيها معاوية لأخيها محمد ! ( لما قتل ووصل خبره إلى المدينة مع مولاه سالم ومعه قميصه ، ودخل به داره اجتمع رجال ونساء ! فأمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي « صلى الله عليه وآله » بكبش فَشُوِيَ ، وبعثت به إلى عائشة وقالت : هكذا قد شُوِيَ أخوك ! فلم تأكل عائشة بعد ذلك شواء حتى ماتت . . . حلفت عائشة لا تأكل شواءً أبداً ، فما أكلت شواءً بعد مقتل محمد ( سنة 38 ) حتى لحقت بالله ( سنة 57 ) وما عثرت قط إلا قالت : تَعِسَ معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج ) . ( الغارات : 1 / 287 ، و : 2 / 757 ، وأنساب الأشراف / 403 ، وحياة الحيوان للدميري : 1 / 404 ) .