أزجيه حتى انطلق ، فقلت لسعيد : يغفر الله لك تُشيط بدمك ؟ فقال : أسكت يا أحيمق فوالله ليسلمني الله ما أخذت بحقوقه . . . قال أبو يونس القوي : دخلت المسجد فإذا سعيد بن المسيب جالسٌ وحده ، قلت : ما شأنه ؟ قالوا نُهيَ أن يجالسه أحد ! قلت : قد أفردت سيرة سعيد في مؤلف ، وقد اختلفوا في وفاته على أقوال ، أقواها سنة أربع وتسعين ، أرخها الهيثم بن عدي ) . وفي سير الذهبي : 4 / 226 ، أنه امتنع أن يأخذ عطاءه من من بني مروان وقال : لا حاجة لي فيها حتى يحكم الله بيني وبين بني مروان ) ! وفي / 229 ، أن والي المدينة طلب منه أن يبايع لولديْ عبد الملك فامتنع فضربه ستين سوطاً ، وطاف به في تَبَّان من شعر ، فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع به ويقول : سعيد كان والله أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه ، وإنا لنعلم ما عنده خلاف . . . كما روى أن والي المدينة عامل ابن الزبير دعاه إلى البيعة فقال : لا حتى يجتمع الناس . فضربه ستين سوطاً فبلغ ذلك ابن الزبير فكتب إلى جابر يلومه ويقول : مالنا ولسعيد ، دعه .