عاتقه يختال به حتى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفاً ، ثم سار إلى الشام فلقي حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتى قتلهم ، ثم أتى النهروان وهم مسلمون فقتلهم عن آخرهم ! فقال له ابن عباس : أعليٌّ أعلم عندك أم أنا ؟ فقال : لو كان علي أعلم عندي منك لما سألتك ! قال : فغضب ابن عباس حتى اشتد غضبه ثم قال : ثكلتك أمك علي علَّمني ! كان علمه من رسول الله « صلى الله عليه وآله » ورسول الله علمه الله من فوق عرشه فعلم النبي « صلى الله عليه وآله » من الله ، وعلم علي من النبي ، وعلمي من علم علي ، وعلم أصحاب محمد كلهم في علم علي كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر ) . واستشهد الإمام زين العابدين « عليه السلام » بحديث المنزلة الذي رواه سعيد ، عندما قيل له : ( إن الناس يقولون : إن خير الناس بعد رسول الله « صلى الله عليه وآله » أبو بكر ، ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، قال : فما يصنعون بخبر رواه سعيد بن المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي « صلى الله عليه وآله » أنه قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ فمن كان في زمن موسى مثل هارون ) ! ( معاني الأخبار / 74 ، والهداية / 162 ) . وفي تاريخ دمشق : 49 / 165 : ( حدثنا الزبير بن بكار ، حدثني بعض أصحابنا قال : وقال ابن أبي عتيق للقاسم يوماً : يا ابن قاتل عثمان ! فقال له سعيد بن المسيب : أتقول هذا ؟ ! فوالله إن القاسم لخيركم ، وإن أباه محمداً لخيركم ، فهو خيركم وابن خيركم ) ! وفي تذكرة الحفاظ : 1 / 55 و 56 : ( عن المطلب بن السائب قال : كنت جالساً مع سعيد بن المسيب بالسوق ، فمرَّ بريد لبني مروان ، فقال له سعيد : من رُسُل بني مروان أنت ؟ قال : نعم ، قال : كيف تركت بني مروان ؟ قال : بخير ، قال : تركتهم يجيعون الناس ويشبعون الكلاب ! فاشرأبَّ الرسول ! فقمت إليه فلم أزل