ويردد حديث جده المصطفى « صلى الله عليه وآله » : ( إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه فيقول : كيف أصبحتم ؟ فيقولون : بخير إن تركتنا ! ويقولون : الله الله فينا ، ويناشدونه ويقولون : إنما نثابُ بك ونعاقبُ بك ) ! ( الخصال / 6 ) . ومنها مسؤولية الفكرة التي تجول في ذهنك فتسمح لها أن تسكن ، فتكون مرآةً تظهر خيرك وشرك ! ( عن عمر بن علي بن الحسين قال سمعت علي بن الحسين يقول : الفكرة مرآة تري المؤمن ، حسناته وسيئاته ) . ( تاريخ دمشق : 41 / 408 ) . ولم تمنعه أشواق الروح من عمق العقل . . فالمروي عنه في ذلك كثير ، منه أنه سئل عن التوحيد فقال : ( إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوامٌ متعمقون فأنزل : قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَد ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، والآيات من سورة الحديد : سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِى وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءِ قَدِيرٌ . هُوَ الأَوَلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءِ عَلِيمٌ . هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرض وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَاكُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الآمُورُ . يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . فمن رام ما وراء هنالك هلك ) . ( التوحيد للصدوق / 283 ) . وروى عن أبيه الحسين عن أمير المؤمنين « عليهم السلام » أنه قال : ( من الدليل على أن الأجسام محدثة : أن الأجسام لاتخلو من أن تكون مجتمعة أو مفترقة ومتحركة أو ساكنة ، والإجتماع والإفتراق والحركة والسكون محدثة ، فعلمنا أن الجسم محدث لحدوث ما لا ينفك منه ولا يتقدمه . . ) . وهو حديث طويل في دليل العقل على حدوث العالم ، وتموين الخالق عز وجل له بالحياة . ( التوحيد للصدوق / 300 ) .