7 - عبوديةٌ واعية وإنسانيةً راقية نتج عن هذه العبودية الواعية : إنسانيةٌ راقيةٌ في حبه للناس وتعامله معهم ، فكان يكره المجادلة ، وله قصص مع من أساء إليه : ( وكان زين العابدين عظيم التجاوز والعفو والصفح ، حتى إنه سبَّهُ رجل فتغافل عنه فقال له : إياك أعني ! فقال : وعنك أعرض ) . ( الصواعق : 2 / 585 ، والنهاية : 9 / 124 ، وتاريخ دمشق : 41 / 395 ، وفيه : فقال له علي : وعنك أغضي ) . وله نوع لطيف من الصدقة ! ( كان إذا خرج من بيته قال : اللهم إني أتصدق اليوم أو أهب عرضي اليوم لمن استحله ) . ( تاريخ دمشق : 41 / 396 ) . وكان رحيماً بالصغار ، يحدثهم ويجمعهم ويصلي بهم . ( مصباح المتهجد / 853 ) . ويحبُّ أرحامه فيعفو عن مسيئهم ويحسن إليهم . ( مناقب آل أبي طالب : 3 / 296 ) . ويحبُّ الفقراء ، ويقبِّل يدَ الفقير التي يتناول بها عطاءه لأنها يدٌ يباركها الله ، أو يقبِّل يده هو التي يعطي بها . ( وسائل الشيعة - آل البيت : 9 / 433 ) وكان يتصدق بالسر على مئة عائلة في المدينة كما سيأتي . وفي رواية على أربع مئة بيت . ( البحار : 83 / 361 ) . وفي سير الذهبي : 4 / 394 : ( كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة ويقول : إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب . . . لما مات علي وجدوه يعول مئة أهل بيت . . وقال بعضهم : ما فقدنا صدقة السر حتى توفي ) . وقال الأموي الآخر ابن كثير في النهاية : 9 / 124 : ( قيل له : من أعظم الناس خطراً ؟ فقال : من لم ير الدنيا لنفسه قدراً . . وذكروا أنه كان كثير الصدقة بالليل وكان يقول : صدقة الليل تطفئ غضب الرب وتنوِّر القلب والقبر وتكشف عن العبد