فما بعد البزول إلا النقصان ( مسند أحمد : 3 / 463 ) ويقول : ( سيخرج أهل مكة ثم لا يعبر بها إلا قليل ، ثم تمتلئ وتبنى ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبداً ) ! ( مسند أحمد : 1 / 23 ، وحسنه مجمع الزوائد : 3 / 298 ، ورواه بخاري وعقد له باباً في : 2 / 159 ، بعنوان : باب هدم الكعبة ! ومسلم : 8 / 183 . . الخ . راجع ألف سؤال وإشكال : 1 / مسألة 108 ) . ومن هنا نشأت أحاديث أن خير القرون قرن النبي « صلى الله عليه وآله » ثم الذي يليه ، ثم تنحدر الأمة حتى تهلك وتنتهي ! وغرضهم منها مدح خلفاء قريش وأنهم أفضل الناس بعد النبي « صلى الله عليه وآله » ! وقد رد أهل البيت « عليهم السلام » هذه المقولة ، ومنهم الإمام زين العابدين « عليه السلام » فكان يروي عن النبي « صلى الله عليه وآله » أن مَثَلَ أمته كحديقة أطعم منها فوج عاماً وفوج عاماً ، فلعل الفوج الأخير أفضل من الأول . وقد اشتبه الدكتور عبد العظيم البستوي أو دلَّس في موسوعته ( أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة ) فقال تحت الرقم : 41 - / 87 : ( عن زين العابدين علي بن الحسين مرسلاً قال : قال رسول الله ( ص ) : أبشروا ، أبشروا ، إنما مثل أمتي مثل الغيث لا يدرى آخره خير أم أوله ، أو كحديقة أطعم منها فوج عاماً ثم أطعم منها فوج عاماً ، ثم أطعم منها فوج عاماً ، لعل آخرها فوجاً أن يكون أعرضها عرضاً وأعمقها عمقاً وأحسنها حسناً . كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدي وسطها والمسيح آخرها . ولكن بين ذلك فيجٌ أعوج ، ليسوا مني ولا أنا منهم ) . ثم حكم البستوي على الحديث بأنه مرسل ، والمرسل من أنواع الضعيف ، لأن الإمام زين العابدين « عليه السلام » رواه مباشرة عن النبي « صلى الله عليه وآله » ولم يدركه ! بينما الحديث مشهور روته مصادر الطرفين مستفيضاً عن الإمام زين العابدين « عليه السلام » مسنداً عن أبيه الحسين عن أبيه أمير المؤمنين « عليهم السلام » عن النبي « صلى الله عليه وآله » بعدة أسانيد ، قال السلمي في عقد الدرر / 71 : ( وعن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن