الشرعيين وتغصب الحكم منهم وتعزلهم وتضطهدهم ! قال تعالى : ( وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ، وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ ، وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) . ( سورة البقرة : 253 ) . ومع ملاحظة هذه الحقيقة المرة لا يصح التهويل على الشيعة بحديث الإمام الباقر « عليه السلام » : ( ارتد الناس بعد النبي « صلى الله عليه وآله » إلا ثلاثة نفر : المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ، ثم إن الناس عرفوا ولحقوا بعد ) ( الإختصاص للمفيد / 6 ) . فهو نفس مضمون رواية بخاري ( هَمَلُ النَّعَم ) غاية الأمر أن روايتنا فيها تحديد لعدد همل النعم ، ورواية بخاري فيها تقليل كثير بدون تحديد ! أما تعبير الإمامين الباقر والصادق « صلى الله عليه وآله » بالارتداد ، فالوجه في تفسيره بغير الكفر واسع ، وأنه يعني النزول عن مستوى الإيمان العالي ! وحتى لو ضاق عن التفسير فهو لا يزيد عن الآية التي نصت على أن الناس يعودون بوفاة الرسل إلى الصفر ، ومنهم من يؤمن ومنهم من يكفر ! وبذلك تعرف خطأ اعتذار بعضهم عن الحديث أو محاولة تضعيفه مع أن سنده في أعلى درجات الصحة ، ومضمونه مستفيض ، حيث رواه الكشي : 1 / 38 : ( محمد بن إسماعيل ، قال حدثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر « عليه السلام » قال : جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي « عليه السلام » فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي « صلى الله عليه وآله » ، هلمَّ يدك نبايعك ، فوالله لنموتن قدامك ! فقال علي « عليه السلام » : إن كنتم صادقين فاغدوا غداً عليَّ مُحَلِّقين ، فحلق عليٌّ وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ، ولم يحلق غيرهم ) . انتهى . وهذا سند صحيح باتفاق علمائنا ، وقد نص على صحة الحديث وغيره