1 - استأنف الإمام « عليه السلام » بناء المجتمع الشيعي من جديد يرى مذهب أهل البيت « عليهم السلام » أن الانهيار العقائدي وقع في الأمة بعد وفاة النبي « صلى الله عليه وآله » ، وأن الذين ثبتوا على الحق الصراح بأعلى درجات الثبات ، هم عترة النبي « صلى الله عليه وآله » ، وأفراد قلائل معهم ، ثم تكاثروا شيئاً فشيئاً ! ويؤيد ذلك ما رواه أتباع الخلافة بأعلى درجات الصحة من أن النبي « صلى الله عليه وآله » أخبر أنه سيقع الانحراف في أصحابه بعده ولا ينجو منهم إلا مثل هَمَل النَّعَم ، أي الغنم المنفردة عن القطيع ، ومعناه أن قطيع الصحابة هالك ، ولا يسلم إلا المعارضون المنفردون عنه ! روى بخاري في صحيحه : 7 / 208 : ( عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) قال : بينا أنا قائمٌ فإذا زمرةٌ حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمَّ ، فقلت أين ؟ قال إلى النار والله ! قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمَّ ! قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ! قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) ! انتهى . وصرحت رواية أخرى للبخاري بأن هؤلاء المطرودين عن الحوض هم الصحابة وكذلك فسرها شراحه ! فروى في : 2 / 975 : ( يرد على الحوض رجالٌ من أصحابي فيحلؤون عنه فأقول يا رب أصحابي ! فيقول : فإنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك ! إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى ) ! وشبيهاً به في : 8 / 86 . و : 7 / 195 و 207 - 210 و 84 و 87 و : 8 / 86 و 87 ، ونحوه مسلم : 1 / 150 و : 7 / 66 ، وابن ماجة : 2 / 1440 ، وأحمد : 2 / 25 و 408 و : 3 / 28 و : 5 / 21 و 24 و 50 و : 6 / 16 ، والبيهقي : 4 / 14 ، وغيرهم ، وبعضها مفصل . راجع المسألة 69 من : ( ألف سؤال وإشكال ) . وهي حقيقة خطيرة تصيب الإنسان بالدهشة ، لكن الله تعالى أخبرنا أنها ظاهرة طبيعية ، وأن من القوانين الاجتماعية بعد الرسل أن تتآمر أممهم على أوصيائهم