أنت فشبهوك ، وأنا برئ يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شئ إلهي ولم يدركوك ، وظاهر ما بهم من نعمة دليلهم عليك لو عرفوك ، وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يناولوك ، بل ساووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك ، واتخذوا بعض آياتك رباً فبذلك وصفوك ، فتعاليت يا إلهي عما به نعتوك ) . انتهى . والظاهر أن الراوي لم يحفظ جيداً ما قاله الإمام « عليه السلام » فنقل ما حفظه ، لكن أهم ما في الحديث قوله إن الإمام « عليه السلام » فزع لما سمعه ارتاع ونهض ولم يدخل في بحث مع هؤلاء المجسمة من أتباع السلطة ، بل ذهب إلى قبر رسول الله « صلى الله عليه وآله » يشكو إليه والى الله تعالى هذا الباطل ، ويبرأ إليهما منه ! وهي حركة ابتكارية تُبعد الإمام « عليه السلام » عن المواجهة المباشرة مع علماء السلطة ، وتؤثر في المسلمين لما فيها من استنكار للباطل ، وبيان العقيدة الصحيحة . 2 - وقف « عليه السلام » في وجه أحاديث رؤية الله تعالى التي نشرها كعب : قال أبو حمزة الثمالي : ( سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب « عليهم السلام » عن الله جل جلاله : هل يوصف بمكان ؟ فقال : تعالى الله عن ذلك ! قلت : فلمَ أسرى بنبيه محمد « صلى الله عليه وآله » إلى السماء ؟ قال : ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه . قلت : فقول الله عز وجل : ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ؟ قال : ذلك رسول الله « صلى الله عليه وآله » دنا من حجب النور فرأى ملكوت السماوات ، ثم تدلى فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظن أنه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى ) . ( أمالي الصدوق / 213 ، وعلل الشرائع : 1 / 131 ) . 3 - واجه بدعة المجسمة بأن القرآن جزءٌ من ذات الله تعالى ! روى أبو نعيم في الحلية : 3 / 188 : ( عن عبد الله بن محمد بن علي قال : سأل علي