responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 224


وقد تقدم أن الحجاج كتب إلى عبد الملك بن مروان : ( إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين ) ! لأنه يراه المرجع الروحي لكل تحركات الهاشميين والشيعة ضد بني أمية ، ومنها حركة التوابين والمختار ، وأنه ما دام حياً فستنشأ حركات بشعار ثارات الحسين « عليه السلام » بتبريكه مع سلب مسؤوليته عنها !
ويدل جواب عبد الملك : ( جنبني دماء آل أبي طالب فإني رأيت بني حرب لما قتلوا الحسين نزع الله ملكهم ) . ( محاسن البيهقي / 39 ) على أنه يوافق الحجاج على رأيه ، لكنه قرر أن لا يقتله خوفاً على ملكه !
وقد استفاد الإمام زين العابدين « عليه السلام » من هذا الهامش ، فنشط في نشر سلوك التأله والتعبد وتعميقه في المسلمين ، كما نشط في مواجهة خطط السلطة ضد علي وأهل البيت « عليهم السلام » ، وتوعية الأمة على مكانتهم في الإسلام . ومع ذلك استعمل الديبلوماسية مع النظام الأموي .
ومفردات الواحد من هذه الخطوط كثيرة في سيرته « عليه السلام » ، ونكتفي منها بنقاط :
1 - ارتاع لما سمع قوماً يشبهون الله بخلقه :
فالرواية التالية تدل على أن التجسيم والتشبيه الأموي انتشر في عقائد المسلمين ودخل في بحثهم في المسجد النبوي ! وقد يكون الإمام « عليه السلام » تعمد أن يجلس في حلقة أحد علماء السلطة فسمعه يتكلم بالتشبيه والتجسيم ، فانتفض ونهض إلى قبر النبي « صلى الله عليه وآله » وخاطب ربه منزهاً معلماً المسلمين عقيدتهم الصافية !
قال المفيد « رحمه الله » في الإرشاد : 2 / 152 : ( كان في مسجد رسول الله « صلى الله عليه وآله » ذات يوم إذ سمع قوماً يشبهون الله تعالى بخلقه ففزع لذلك وارتاع له ، ونهض حتى أتى قبر رسول الله « صلى الله عليه وآله » فوقف عنده ورفع صوته يناجي ربه ، فقال في مناجاته له :
إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيئةً فجهلوك ، وقدروك بالتقدير على غير ما به

224

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست