responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 223


2 - من مواجهات الإمام « عليه السلام » للتحريف الأموي كان المشروع الأموي يهدد وجود الإسلام كدين ، لأنه يتبنى في عمقه مادية يهودية ، كما يتبنى سياسة إبادة أهل البيت النبوي « عليهم السلام » وشيعتهم !
لهذا كان للإمام « عليهم السلام » هدفان : أولهما ، تثبيت الإسلام وترسيخه كدين في نفوس المسلمين وشعوب البلاد المفتوحة ، فكانت حياته « عليه السلام » كلها ثورة فكرية وروحية على الفكر المادي الجاهلي ، وعلى روحية الطاغوت الأموي !
كان هدفه « عليه السلام » أن يُثَبِّتُ أصول الإسلام وعقائده بالله تعالى وعلمه وقدرته وعدله المطلق ، وبقية أسمائه وصفاته الحسنى ، وبنبوة نبينا « صلى الله عليه وآله » ومقامه عند ربه ، والاعتقاد بالآخرة ، وجزائها وعدلها ونعيمها ، إلى أركان الإسلام العملية من الصلاة والصيام والحج والزكاة . . فجميع ذلك كان في معرض الضعف بموجة التحريف الأموي وتأثير الثقافة اليهودية !
والهدف الثاني ، نشر ظلامة أبيه الحسين وأهل البيت « عليهم السلام » وربط الأمة بهم ، ومقاومة خطة معاوية في تربية أجيال الأمة على لعن علي بن أبي طالب « عليه السلام » وتصويره أنه قتَّال العرب ، وسفاك دماء صناديد قريش ، وأن النبي « صلى الله عليه وآله » كان يكرهه لأنه كان ضده ! وأنه قد عصى النبي « صلى الله عليه وآله » وكفر به ، فيجب فصله عن النبي « صلى الله عليه وآله » ولعنه على المنابر ، هو وأبناؤه حتى لا يطمع أحد منهم في الحكم !
وفي نفس الوقت طمأنَ الإمام « عليه السلام » الأمويين بأنه لا يريد الثورة عليهم ، فكان يفصل حسابه عن الثائرين عليهم ، لكنه لم يقف ضد من خرج على الدولة طلباً بثأر الإمام الحسين « عليه السلام » ، وبسبب ذلك كان الخليفة الأموي متحيراً فيه ، فلا هو ثائر يعطي على نفسه الحجة لقتله ، ولا هو مطيع للسلطة كعلماء البلاط !

223

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست