يبق شَجَرٌ ولا مَدَرٌ إلا سبحوا معه ففزعنا ! فرفع رأسه فقال : يا سعيد أفزعت ؟ قلت : نعم يا ابن رسول الله ، فقال : هذا التسبيح الأعظم ، حدثني أبي عن جدي عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » أنه قال : لا يبقى الذنوب مع هذا التسبيح ، فقلت : علمنا ) . ( رجال الكشي : 1 / 333 ) . وقد علَّمَهم إياه الإمام « عليه السلام » وهو : ( سبحانك اللهم وحنانيك ، سبحانك اللهم وتعاليت ، سبحانك اللهم والعز إزارك ، سبحانك اللهم والعظمة رداؤك ، سبحانك اللهم والكبرياء سلطانك ، سبحانك من عظيم ما أعظمك ، سبحانك سبحت في الملأ الأعلى ، سبحانك تسمع وترى ما تحت الثرى ، سبحانك أنت شاهد كل نجوى ، سبحانك موضع كل شكوى . . . الخ . ) . لقد علمهم الإمام « عليه السلام » هذا الدعاء وعلموه للناس ، لكن أنَّى لهم بقلب تنطلق منه هذه التسبيحات كقلبه « عليه السلام » ؟ فإن الجبال والشجر والمدر إنما تتجاوب مع القلوب لا الألفاظ ! راجع : روضة الواعظين / 290 ، والثاقب في المناقب / 165 ، ومناقب آل أبي طالب : 3 / 279 ، والصراط المستقيم : 3 / 246 ، ومعجم رجال الحديث : 9 / 142 ، والصحيفة السجادية جمع الأبطحي / 23 . ( ( حاولت أن أتعرف على البرنامج اليومي للإمام زين العابدين « عليه السلام » لأعرف كيف استطاع أن يغطي بنشاطه كل تلك الجوانب ، فوجدت أن نومه كان هجوعاً ، فقد كان ينام مبكراً في غير شهر رمضان : ( كان ينام وعنده الميضأة فإذا هدأت العيون قام ، فيسمع له دويٌّ كدوي النحل ) . ( أمالي الشجري / 289 ) . وكان قبل أن ينام يحمل ما تيسر له من دراهم ومواد طعام إلى بيوت الفقراء ويقول : إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب الرب ) . ( ثواب الأعمال / 143 ، تاريخ دمشق : 41 / 383 ، وتهذيب الكمال : 20 / 392 ) . ( وكان يقضي ما فاته من صلاة النهار بالليل . . . لا يدع صلاة الليل في الحضر والسفر ) . ( صفة الصفوة : 2 / 95 ، والمنتظم : 6 / 4 ، والخلاف : 1 / 524 ، والوسائل : 4 / 276 )