responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 219


1 - حيوية يحيى « عليه السلام » وحيوية أهل البيت « عليهم السلام » يتضمن هذا الفصل نوعين من نشاط الإمام « عليه السلام » : مواجهته للتحريف الأموي للإسلام ، وبناؤه الإسلام الصحيح . وتتعجب وأنت تقرأ سيرته « عليه السلام » كيف جمع بين هذه الأنشطة الكثيرة ، وهو العابد المتأله ، المستغرق مع ربه ؟ !
لقد وهب الله لنبيه زكريا ولده ( يحيا ) « صلى الله عليه وآله » وقال له : يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ، أي أكثر الناس حيوية إلى زمانه ، فكان حيوي العقل والشعور في إيمانه ومعايشته لربه وخشيته منه ، وكان يُغشى عليه إذا سمع أباه يذكِّر الناس ويخوِّفهم بالعذاب والنار .
أما زين العابدين وأئمة العترة الطاهرة « عليه السلام » فحيويتهم أرقى من حيوية يحيى وأشمل ، فإن قوله تعالى ( لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ) يدل على أنه لم يوجد قبله بهذه الحيوية لكنه سيكون بعده ! وليس هؤلاء الموعودين بعده إلا محمداً وآله « صلى الله عليه وآله » ! وقد أقسم جابر بن عبد الله الأنصاري « رحمه الله » فقال : ( والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ! إن منه لمن يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ) . ( مناقب آل أبي طالب : 3 / 289 ) .
ثم ، قال تعالى عن نبيه داود « عليه السلام » : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) . ( سبأ : 10 ) فكان داود يقرأ أدعية الزبور وأذكاره ، فتردد معه الجبال والطيور . وقد شهد الزهري وابن المسيب وغيرهما فقالوا : ( كان القُرَّاء لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين ، فخرج وخرجتُ معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده ، فلم

219

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست