أوصياؤه الأئمة المعصومون « عليهم السلام » ، ولذلك طبق الأئمة « عليهم السلام » الآية على أصحابهم فقالوا إن أصحاب الحسن « عليه السلام » قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ، وأصحاب الحسين « عليه السلام » كتب عليهم القتال . ( الأصول الستة عشر / 122 ، والكافي : 8 / 330 ) وطبقها الإمام الصادق « عليه السلام » على الشيعة في عصره . ( الكافي : 8 / 289 ) . وقد تقدم جواب الإمام زين العابدين « عليه السلام » لمن أشكلوا عليه كيف أغْنَى شخصاً عندما أرشده فاشترى سمكتين في جوفهما لولؤتان ، ولم يُغْن نفسه ؟ ! فقال « عليه السلام » : ( جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه ، إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه وترك الاقتراح عليه والرضا بما يدبرهم به ، إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبراً لمَّا يساوهم فيه غيرهم ، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم ، لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم ) . ( أمالي الصدوق / 539 ) . لاحظ قوله « عليه السلام » : ( لا يريدون منه إلا ما يريده لهم ) الذي يدل على أن الله عز وجل يبلغهم ما يدبرهم به وما يريده منهم « عليهم السلام » ! وقد أراد الله تعالى منه « عليه السلام » أن يغني ذلك المؤمن ففعل ، ولم يُرد منه أن يغني نفسه فلم يفعل ! وكذلك لم يرد منه أن يقوم بثورة على بني أمية ، ولا أن يدير دولة الثائرين المطالبين بثأر الحسين « عليه السلام » ، فلم يفعل ! أما كيف يبلِّغُ اللهُ الإمام المعصومَ « عليه السلام » ما يدبره به ويريده منه ، فما أوسع الطرق عليه تعالى ، وَلله جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً . ومثال آخر : يرى بعضهم أن الإمام الحسن « عليه السلام » بصلحه مع معاوية وتنازله عن السلطة ، خضع لبني أمية ، وأذلَّ المؤمنين وعرَّضهم للإبادة !