أو يقتل بعض الجبابرة الطغاة ! لكنه لم يفعل ، بل رفض ذلك ! فما السبب ؟ السبب أن الخطة الربانية للنبي « صلى الله عليه وآله » أعلى من فهمنا ، وأنها لا تخضع لتحميس المتحمسين ولا لتثبيط المثبطين ! وقد كشف لنا الله تعالى أولئك الذين كانوا يتحمسن للقتال في مكة فيهم ( قوم ) منافقون ! فعندما دعاهم النبي « صلى الله عليه وآله » إلى مواجهة قريش في بدر نكصوا فنزل فيهم قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) . ( النساء : 77 ) . قال الطبري في تفسيره : 5 / 233 : ( نزلت في قوم من أصحاب رسول الله ( ص ) كانوا قد آمنوا به وصدقوه قبل أن يفرض عليهم الجهاد . . . فلما فرض عليهم القتال شقَّ عليهم ) ! وفي برهان الزركشي : 1 / 422 : ( فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ! هذه الإشارة للفريق الذين نافقوا من القوم الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ) . وفي أسباب النزول لابن حجر : 2 / 918 : ( وقال مقاتل بن سليمان : نزلت في عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص وهما من بني زهرة ، وقدامة بن مظعون ، والمقداد بن الأسود ، وذلك أنهم استأذنوا في قتال كفار مكة لما يلقون منهم من الأذى فقال : لم أؤمر بالقتال ، فلما هاجر إلى المدينة وأذن بالقتال ، كره بعضهم ذلك ) . وفي تفسير الرازي : 10 / 184 : ( هذه الآية صفة للمؤمنين أو المنافقين ؟ فيه قولان : الأول ، أن الآية نزلت في المؤمنين ، قال الكلبي : نزلت في عبد الرحمن بن عوف والمقداد وقدامة بن مظعون وسعد بن أبي وقاص ، كانوا مع النبي ( ص )