والانقسام في الأمة من صدر الإسلام إلى يومنا ! وبسببها تكوَّن الخوارج ، لأنهم أرادوا قتال معاوية قبل التحكيم ، فلم يستجب لهم أمير المؤمنين « عليه السلام » لأنه وقَّع معه هدنة بضغط الخوارج أنفسهم ! وبسببها تكوَّنت حركة التوابين وحركة المختار ، وتكوَّن المذهب الزيدي ، وقامت حركة الحسنيين والعباسيين . . الخ . وبسببها انقسم الناس في عصرنا إلى حركات وأحزاب ، وتقليديين وثوريين وموالين ومعارضين ، ووصفوا بعضهم بعضاً بالواعين وغير الواعين . لكن رأي الإمام زين العابدين وبقية الأئمة « عليه السلام » شئ آخر ! فلا مهمة الإمام « عليه السلام » الأكثر أهمية هي السعي إلى السلطة ! ولا تلك الشعبية في المستوى المطلوب . أما وجه موقفه وعمله « عليه السلام » فإن فهمناه فبها ، وإن لم نفهمه فلا عجب في ذلك ، لأنا نعتقد بعصمة الإمام الربانية وتسديد الله تعالى لتصرفاته . ونحن إلى الآن ما فهمنا ظاهر شخصية المعصوم « عليه السلام » فضلاً عن عالمه الداخلي ، وكيف ينظر إلى الأمور وكيف يفكر ويعمل ؟ ! نعم إن الإمام « عليه السلام » يشترك معنا في التكاليف العامة ، لكن لا يصح أن تسقط عليه تكليفنا وواجبنا عليه ، أو ما نفهم أنه واجبنا ! تتكوَّن القضية بالنسبة إلينا في عصر الغيبة من مسائل : أولها ، هل الدعوة إلى الإسلام عملٌ تخصصي ، محصور بفئة خاصة من المسلمين ، أم مفتوحٌ لكل الناس ؟ وبتعبير آخر : هل أن إقامة الحكم الإسلامي فريضة على كل الناس ، أم واجبٌ وحقٌّ لفئة منهم ، دون غيرهم ؟ وثانيها ، ما هو الفرق بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبين الدعوة إلى الله تعالى ؟ وما الفرق بين المخاطبين بهاتين الفريضتين ، وأحكامهما ؟