ألا يجب عليه أن يقيم الدولة الإسلامية التي تطبق أحكام الإسلام ؟ ألا يجب عليه أن ينهض لإنصاف المظلومين ، ووضع حدٍّ لاستعباد بني أمية للمسلمين ، فيعيد إليهم حقوقهم المسلوبة ، وثرواتهم المنهوبة ؟ فلماذا لم يتحرك الإمام « عليه السلام » وكذلك غيره من الأئمة « عليه السلام » الذين كانت ظروفهم مساعدة ، فيقودوا الجماهير عملياً ويقيموا الدولة ، أو يقودوا الدولة الموجودة ؟ لعل الإمام زين العابدين « عليه السلام » أوضح مثل بين الأئمة « عليهم السلام » في سعة شعبيته وضعف القوى المعادية له ، لذا كان أول ما يخطر في ذهنك وأنت تقرأ مكانته وشعبيته في الأمة : لماذا لم يستفد منها لإقامة الدولة الإسلامية ؟ كنا يوماً نتحدث مع السيد الشهيد الصدر « قدس سره » عن وجوب العمل السياسي لإقامة دولة إسلامية ، وتقصير الفقهاء في بحث ذلك حسب خيالنا ، فقال الشهيد محمد هادي السبيتي : لو لم يكن العمل لإقامة دولة إسلامية واجباً شرعاً لعملت لذلك ، فكيف أتحمل أن أرى هذا الواقع السياسي للأمة وتسلط المستعمرين عليها ، ولا أعمل لإنقاذها ؟ فأيده بعضهم . وفي بعض العصور ومنها عصرنا ، زاد التحفز للعمل السياسي والثورة ، ومطالبة المراجع والعلماء أن ينزلوا إلى الشارع حتى صار من شروط المرجع عند هؤلاء المتحفزين أن ينزل أمامهم إلى الشارع لمقاومة المستعمر أو النظام ! بل هم مستعدون لأن يضطهدوا المرجع إن كان غير مقتنع برأيهم ولم يفتِ لهم على رغبتهم ، وكم اتهموا المراجع بالخوف والجبن ونحوه من التُّهم ! وهكذا صادر العوام المتحفزون هذه المسألة الفقهية التخصصية ، فاجتهدوا فيها وعملوا لفرض رأيهم على الفقهاء ! وهذه الظاهرة الجديدة قديمة في الواقع ! فهي المسألة التي سبَّبَتْ الاختلاف