responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 200


3 - لماذا لم يستفد الإمام « عليه السلام » من شعبيته لإقامة الدولة الإسلامية ؟
الناظر في الوضع السياسي للأمة الإسلامية بعد شهادة الإمام الحسين « عليه السلام » بقليل ، يرى أن يزيد بن معاوية هدم بسياسته الحمقاء كل ما بناه له أبوه ، وأثار عليه نقمة المسلمين وعلى أسرته ، بل مسَّح الأرض بسمعة بني أمية !
فبعد قتْله الإمام الحسين « عليه السلام » ارتكبَ مجزرة المدينة واستباحها ، ثم هاجم ابن الزبير في مكة وضرب الكعبة بالمنجنيق وأحرقها ! وما لبث أن مات وهو سكران يلهو فشَرَدَ به فرسه ولم يجدوا جثته ، أو انفجر دماغه من كثرة الخمر !
لذلك برز نجم ابن الزبير وانتشرت البيعة له ، واستقوى الخوارج ، وتحرك المسلمون في العراق لأخذ ثار الحسين « عليه السلام » من النظام الأموي .
في تلك المرحلة كانت الظروف مهيأةً بامتياز للإمام زين العابدين « عليه السلام » ليقود الثورة على بني أمية للأخذ بثأر أبيه « صلى الله عليه وآله » ، وإنقاذ الأمة من الظلم والاضطهاد ، وإقامة خلافة علوية عادلة يرضى بها الجميع . لكنه لم يفعل !
بل كان من اليسير عليه بعد أن نجح المختار وإبراهيم بن الأشتر في تحرير العراق وإقامة دولة لأهل البيت « عليهم السلام » تطالب بثارهم ، أن يذهب إلى الكوفة ويدير هذه الدولة ويُوَسِّعَها ، ولكنه لم يفعل !
هنا يتحرَّق البعض : لماذا لم يتجه الإمام زين العابدين « عليه السلام » لقيادة الجماهير ، أليس هو أشجع الناس ؟ أليس بنو هاشم أشجع البشر ؟ ! ولماذا رفض أن يتسلم دولةً جاهزةً متحفزةً ، يطالبه بذلك قادتها ؟ !
ألا يجب عليه أن يأخذ بثار أبيه « صلى الله عليه وآله » ممن شاركوا في سفك دمه ؟

200

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 4  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست