وبعث إليه علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم وقال : أعْذُرْ أبا فراس ، فردَّها وقال : ما قلت ذلك إلا غضباً لله ولرسوله « صلى الله عليه وآله » ، فردها إليه وقال : بحقي عليك لمَّا قبلتها ، فقد علم الله نيتك ورأى مكانك ، فقبلها ) . كما أوردها في تاريخه : 6 / 438 ، وقال : ( وليس للحسين رضي الله عنه عقب إلا من زين العابدين ، وأمه أمَة ، وهي سلافة بنت يزدجرد آخر ملوك فارس . . . قال أبو جعفر الباقر : عاش أبي ثمانٍ وخمسين سنة . وقال الواقدي : حدثني حسين بن علي بن الحسن أن أباه مات سنة أربع وتسعين ، وكذا قال البخاري ، وأبو عبيد ، والفلاس ، وروي عن جعفر بن محمد ) . وقال في النهاية : 9 / 126 : ( وقد رويَ من طرق ذكرها الصولي والجريري وغير واحد ، أن هشام بن عبد الملك حج في خلافة أبيه وأخيه الوليد ، فطاف بالبيت فلما أراد أن يستلم الحجر لم يتمكن حتى نصب له منبر فاستلم وجلس عليه ، وقام أهل الشام حوله ، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين ، فلما دنا من الحجر ليستلمه تنحى عنه الناس إجلالاً له وهيبةً واحتراماً ، وهو في بزة حسنة وشكل مليح ، فقال أهل الشام لهشام : من هذا ؟ فقال لا أعرفه ، استنقاصاً به واحتقاراً ، لئلا يرغب فيه أهل الشام ! فقال الفرزدق وكان حاضراً أنا أعرفه ، فقالوا : ومن هو ؟ فأشار الفرزدق يقول . . ) . وأورد منها 27 بيتاً . ورواها السبكي في طبقات الشافعية : 1 / 290 ، بسنده عن ابن عائشة ، وفيه : ( فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه ، فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه أهل الشام ، إذ أقبل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، وكان من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم أرجاً ، فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه ! فقال رجل