رسول الله « صلى الله عليه وآله » يغزو بالنساء وهل كان يقسم لهن شيئاً ؟ وعن موضع الخمس ؟ وعن اليتيم متى ينقطع يتمه ؟ وعن قتل الذراري ؟ فكتب إليه ابن عباس : أما قولك في النساء فإن رسول الله « صلى الله عليه وآله » كان يُحذيهن ولا يقسم لهن شيئاً ، وأما الخمس فإنا نزعم أنه لنا وزعم قوم أنه ليس لنا فصبرنا ، فأما اليتيم فانقطاع يتمه أشده وهو الاحتلام إلا أن لا تؤنس منه رشداً فيكون عندك سفيهاً أو ضعيفاً فيمسك عليه وليه . وأما الذراري فلم يكن النبي « صلى الله عليه وآله » يقتلها ، وكان الخضر يقتل كافرهم ويترك مؤمنهم ، فان كنت تعلم منهم ما يعلم الخضر فأنت أعلم ) . وفي سنن النسائي : 3 / 44 : ( عن الزهري ، عن يزيد بن هرمز أن نجدة الحروري حين خرج من فتنة بن الزبير أرسل إلى بن عباس يسأله عن سهم ذي القربى لمن هو ؟ فقال : لنا لقرب رسول الله ( ص ) قسمه رسول الله ( ص ) لنا وقد كان عمر عرض علينا شيئاً رأيناه دون حقنا ، فأبينا أن نقبله ! وكان الذي عرض عليهم أن يعين ويقضي عن غارمهم ويعطي فقيرهم ، وأبى أن يزيدهم على ذلك ) . ونيل الأوطار : 8 / 230 ، وأحمد : 1 / 320 ، وأبو داود : 2 / 26 ، وشرح مسلم للنووي : 12 / 192 ، وراجع في نجدة : تاريخ الذهبي : 5 / 49 ، و : 5 / 68 ، والنهاية : 8 / 349 . كما اشتهر أن عكرمة غلام ابن عباس ذهب إلى نجدة وبقي عنده تسعة أشهر ، وتبنى أفكاره في بغض علي « عليه السلام » وتكفير كل من خالفهم من المسلمين ! ( مقدمة فتح الباري / 425 ، وفيه أن ابن عباس قال عنه لما رجع : جاء الخبيث ! والطبقات : 5 / 103 ، وفي سير الذهبي : 5 / 21 : قال علي بن المديني : كان عكرمة يرى رأي نجدة الحروري . وذكر ذلك من ترجم لعكرمة ، كميزان الإعتدال : 3 / 96 ، وتاريخ دمشق : 41 / 120 ، والإستذكار : 2 / 501 . فاعجب لمن اتخذوا عكرمة إماماً وملؤوا تفاسيرهم وفقههم بآرائه ! ولم أجد رواية عن احتكاك بين نجدة والإمام زين العابدين « عليه السلام » ، ومعناه أن الإمام « عليه السلام » كان يتوقى ذلك ، وكان نجدة مشغولاً عنه في مناطق حكمه